كان أحد عناوين الوطن اليومين الماضيين هو غياب التلفزيون وحضور صحافة الورق. فعلاً، كيف للقنوات التلفزيونية أن تتسابق في موسم الحج مثلاً على حجز طائرات الهليكوبتر والتنسيق مع الجهات المسؤولة للتصوير وإجراء اللقاءات، وتغيب كل هذه القنوات عن المشهد المؤلم والمأساوي لـغريقة البحر الأحمر جدة؟. لا عذر لهم، فالورق انتصر، ولو كانت هناك توجيهات وتشديدات لما تصدرت صور جدة الغريقة كل الصحف السعودية، ولكن يبدو أن إدارات القنوات كانت تتشاور فيما بينها حتى لا يغضب أحد من أحد.
بين كل هذا الصمت، كان النجم علي العلياني على روتانا خليجية، يتحدث بألم ويعرض التقرير القنبلة للمراسل عزام الخديدي، الذي مزج جمال الصوت الحزين بالموسيقى المؤلمة بالكلمات الحارقة. روتانا خليجية سجلت موقفاً بتوقيع الرائعين العلياني والخديدي.
لماذا غابت القنوات السعودية؟ لماذا غاب السبق الذي تبحث عنه العربية؟ لماذا صمت الفضاء ونطق الورق؟ إنها المنافسة التي يثبتها الزمان، والأصالة حين تكون صحافة الورق هي الدافع للحرية المسؤولة تعبيراً وفكراً، ويبقى التلفزيون العربي والسعودي خاصةً، في عام 2011 آلة نسخ ونقل، ومجاملة وتلميع، وانعكاس للورق فقط.
الخليجية روتانا هي من فهمت المنافسة وأصولها، وتحولت من قناة غنائية إلى خليجية منوعة، حتى أصبح يضرب بها المثل في الجرأة والموضوعية، وغيرها يقشر بصل!