تغلب على الفقر المدقع لعائلته بالاحتراف خارجياً
يعد لاعب وسط تشلسي الإنجليزي، مايكل آيسيان واحداً من ألمع النجوم التي أنجبتها الملاعب الغانية على مر السنين، حيث استطاع أن يصنع لنفسه اسما في تشكيلة منتخب بلاده بالخبرة الكبيرة التي اكتسبها في أوروبا. ويشكل وجوده ضمن تشكيلة غانا لمونديال 2010 المقبل، مصدر اطمئنان لملايين من جماهير غانا، كونها تعتبره القلب النابض للمنتخب. ساهم ايسيان بشكل كبير في إنجازات المنتخب الغاني في الأعوام الأربع الأخيرة وتحديداً تأهله إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى عام 2006 وبلوغه ثمن النهائي قبل أن يخرج أمام البرازيل 0/3، ثم كرر الإنجاز ذاته معه العام الماضي وقاده إلى مونديال جنوب إفريقيا الصيف المقبل.
لفت أنظار كشافي أكبر الأندية العالمية عام 1999 عندما قاد منتخب بلاده إلى إحراز لقب كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاماً) في نيوزيلندا، فتم التهافت على خدماته خصوصاً من مانشستر يونايتد الإنجليزي.
عانى ايسيان الأمرين في مسيرته الكروية، فمارس كرة القدم حافي القدمين حتى بلغ عمره 12 عاماً بسبب الفقر المدقع الذي كانت تعيشه عائلته، حيث تكفلت والدته بتربيته و4 شقيقات له، لكنه ومنذ اللقب العالمي للناشئين، انقلبت حياته رأساً على عقب وإن كان اختار الاحتراف في فريق باستيا الفرنسي المتواضع.
ولم يتأخر ايسيان، الخجول خارج الملاعب، في فرض نفسه في صفوف باستيا وخصوصاً في مختلف مراكز خط الدفاع. تهافتت أكبر الأندية الفرنسية عليه، خصوصاً باريس سان جرمان وليون ومرسيليا، وفضل ليون على باريس سان جرمان.
ساهم بشكل كبير في تتويج ليون بلقبي الدوري عامي 2004 و2005 وحصل عام 2005 على لقب أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، فهدد فريقه بعدم المشاركة في تدريباته إذا لم يسمح له بالانتقال إلى تشلسي اللندني فكان له ما أراد في أكبر صفقة في تاريخ النادي الإنجليزي في حينها.
ورغم الصعوبات التي لاقاها في بداية مشواره مع تشلسي والانتقادات اللاذعة التي وجهها إليه الإعلام المحلي بسبب تدخله الخشن بحق الألماني ديتمار هامان لاعب وسط ليفربول وقتها، إلا أنه تألق بسرعة البرق وبات عنصراً أساسياً في تشكيلة البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان يشرف على الإدارة الفنية لتشلسي وخصوصاً عام 2007 عندما توج أفضل لاعب في تشكيلة الفريق. يحدو ايسيان طموح كبير في قيادة منتخب بلاده إلى تكرار إنجاز ألمانيا 2006 عندما بلغ ثمن النهائي، بيد أن مهمته لن تكون سهلة في ظل معاناته من الإصابة التي حرمته من مواصلة المشوار مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في أنجولا.