أشعر كثيراً بالخجل، وأنا أقرأ وأشاهد وأتابع خطابنا الإعلامي يتمحور حول كرة القدم.

أشعر كثيراً بالخجل، وأنا أقرأ وأشاهد وأتابع خطابنا الإعلامي يتمحور حول كرة القدم، رغم أنها تسجل تراجعاً مدوياً على مستوى الأندية والمنتخبات منذ سنوات على مستوى المشاركات الخارجية.
ومع ذلك، لم ننظر إلى جيران كرة القدم، وأعني بهم الألعاب الأخرى، حيث يحثنا ديننا الإسلامي على الاهتمام بالجار، والسؤال عنه، وهذا السؤال لا نقصّر فيه، ولكنه لا يحدث إلاّ عند الإخفاق، أو حدوث أخطاء، كما حدث مع اتحاد السنوكر.
لو حولنا بعضاً من صفحات صحفنا اليومية، أو قليلاً من برامجنا الرياضية لإعطاء ألعاب وأبطال يحققون الإنجاز تلو الآخر باسم الوطن، بدلاً من التركيز على نجوم العقود والفلاشات في لعبة كرة القدم، لكنا منصفين قليلاً.
أدرك تماماً أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى، وأن لذلك علاقة بالمعلن في الصحف والبرامج الرياضية، وهذا لا يخفى على أحد، غير أن تخصيص صفحة واحدة من صحيفة متخصصة، ونصف صفحة في صحيفة أخرى، وجزء من برنامج رياضي يومي، لن يخل بمنظومة العمل، بل سيكون محل تقدير الجميع.
والحقيقة أننا نستكثر على هؤلاء الأبطال خبراً نضعه تحت أخبار تدريبات الأندية، ثم نتجاهل ذلك الإنجاز في الأيام التالية، بعكس قضايا كرة القدم، التي نفرد لها الصفحات، ونمدد لها ساعات البرامج، وكل ذلك يأتي في وجود إخفاق وراء إخفاق.
في اتحاد الفروسية الذي يرأسه الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل منذ سنوات، لا يكاد الوطن يحتفل بتحقيق إنجاز، إلاّ ويأتي خلفه إنجاز آخر، ومن المؤسف أن كل هذا الحضور العالمي الذي يصنعه فرساننا العالميون، يمرّ على إعلامنا الرياضي دون رصد، أو إعداد ملاحق. منذ أكثر من أربعة عشر عاماً ـ آخر بطولة قارية ـ على مستوى منتخب كرة القدم، ونحن لم نتوقف عن الحديث عن كرة القدم ونجومها وأبطالها، وظلّ الحديث مستمراً، فيما تأتي البطولات والإنجازات من أبطال الفروسية، بدءاً من الفارس خالد العيد صاحب برونزية أولمبياد سيدني 2000.. ألا نشعر بالخجل، وفارس آخر هو عبدالله الشربتلي يرفع علم بلاده في بطولة العالم منتزعاً فضية العالم، ومتقدماً على الكندي إيريك لاماز حامل ذهبية أولمبياد بكين 2008، كأكبر إنجاز عربي على مستوى ألعاب الفروسية في مسابقة قفز الحواجز؟.
الحقيقة الثابتة أننا في مضمار الفروسية مازلنا نركض قارياً وعالمياً، فضلاً عن الحضور العربي، ويحدث ذلك دون ضجيج في ساحتنا المحلية، بينما يستقبله العالم بفرد الصفحات الأولى والمانشيتات، والعناوين الرئيسة في النشرات والبرامج الرياضية. لو التقيت اليوم شاباً في العشرين من عمره، وسألته عن اسم واحد من نجوم الفروسية، وسألته في المقابل عن عشرين لاعباً في كرة القدم، فربما قدم لي قائمة بأسماء ستين لاعباً بكرة القدم، وفي المقابل أكد عجزه عن تقديم اسم فارس ذهبي، حتى لو استعان بصديق.. أليس ذلك مسؤولية الإعلام الذي بنى حاجزاً عالياً بين هذا الجيل، وأبطال يركضون لتمثيل الوطن، ورفع علمه في البطولات العالمية، وآخرها ولن يكون الأخير بإذن الله تأهل الشربتلي قبل يومين إلى كأس العالم للفروسية في إبريل المقبل. نحتاج أمثال رمزي الدهامي، وخالد العيد، والأمير عبدالله بن متعب، وكمال باحمدان، وعبدالله الشربتلي في كرة القدم، وإذا تحقق ذلك فستعود كرة القدم السعودية على مستوى المنتخب الأول كما كانت في سنغافورة 84، والدوحة 88، وأبوظبي 96، وليس الدوحة 2011.
مضمار
ـ المنتخبات العربية تتصدر قائمة الأسوأ سلوكياً في الدوحة !!، هذا هو عنوان تقرير مميز نشرته الوطن أمس، ونحمد الله أننا خرجنا من البطولة بصدارة.
ـ مشكلة بعض إعلام الأهلي أنه لا ينصف الأهلي، بل يضخّم أموره، لدرجة أنهم صوروه أنه ناد بلا مال، حتى بات جمهور الأهلي يطالب من إعلام محسوب على ناديه، عدم التجني، وقول الحقيقة فقط.