كشفت التحقيقات التي تجريها لجنة معالجة قضايا توظيف الأموال بإمارة منطقة عسير عن تورط معلم بإحدى مدارس أبها تحتفظ الوطن باسمه في ممارسة النصب والاحتيال على مشغلي الأموال معجب الفرحان وصالح البكري والاستيلاء على مبلغ 25 مليون ريال منهما بعد أن أوهمهما بإصدار تراخيص من هيئة السوق المالية تخولهما جمع الأموال وتشغيلها.
وقال مصدر مطلع على الإجراء إن الجهات الأمنية كثفت طوال الأشهر الثلاثة الماضية بحثها وتحريها للقبض على المعلم بعد أن اعترف موظفان حكوميان باستخدامهما أدوات للحصول على 10 ملايين ريال من مشغل الأموال الفرحان، في الوقت الذي تقاضى فيه أحدهما نصف مليون ريال من المعلم، فيما تقاضى الأخر نفس المبلغ إلى جانب فيلا سكنية نتيجة أتعابه في تقديم أوراق ومستندات هيئة السوق المالية للحصول على الترخيص وعرضها على مشغل الأموال الفرحان بأحد المقاهي.
وأوضح المصدر أن رجل أمن برتبة ضابط اعترف بتاقضيه نصف مليون ريال نظير أتعابه في الوصول لأرقام مشغل الأموال معجب الفرحان، قبل بدء الآخرين في تنفيذ خططهم، في الوقت الذي وجهت الجهات المختصة تهم النصب والاحتيال للمتورطين في ذلك بمن فيهم الضابط بعد أن تم استجوابهم على ضوء القضية.
وأشار المصدر إلى أن المعلم المتورط قام بالعديد من عمليات غسل الأموال خلال عامي 2005 و2006 بعد أن تم رصد حركة الحسابات البنكية الخاصة به، وتبين قيامه بالعديد من العمليات البنكية بمبلغ يصل إلى 200 مليون ريال، من بينها قيامه بإفراغ فيلا لزوجته في محاولة لتبديد الأموال، اتضح قيامه بإيداع قيمتها في حسابها ومن ثم إصدارها شيكا مصدقا لزوجها بالمبلغ كاملا كقيمة للفيلا التي امتلكتها. ولفت المصدر إلى أن المعلم المتورط سبق أن اعترف أمام جهات التحقيق بممارسة النصب والاحتيال وتم تصديق اعترافه شرعا، فيما تم إطلاق سراحه بناء على مهلة أتيحت له لبيع عقارات وأملاك كان قد اشتراها في محاولة منه لسداد المبلغ الذي استولى عليه، إلا أنه غادر السعودية إلى المملكة المغربية وعاد مجددا إلى السعودية قبل أن يتخفى وتعمم الجهات الأمنية بالقبض عليه.
وأكد المصدر أن الجهات المختصة تحفظت على محامي المعلم لمدة 20 يوما باعتباره محاميا وكفيلا حضوريا وغارما، إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد تعهده بإحضار مكفوله خلال شهر، مبديا دهشته من عدم اتخاذ إدارة التربية والتعليم أي قرار يتعلق بالمعلم المتغيب عن عمله طوال الفترة الماضية، خاصة أن المعلم خالف لوائح وأنظمة الخدمة المدنية المتعلقة بغياب الموظفين الحكوميين عن أعمالهم، إلا أن مدير التربية والتعليم للبنين في منطقة عسير الدكتور عبدالرحمن فصيل أبلغ الوطن أمس أن إدارته تلقت عدة خطابات من المدرسة التي ينتمي لها المعلم تفيد بانقطاعه عن العمل، فيما يجري حاليا اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، مشيرا إلى أن إدارته تتعاون مع لجنة معالجة قضايا توظيف الأموال، وتزودها بكل ماتحتاجه من معلومات وغيرها.
من جهته أكد الوكيل الشرعي لمشغل الأموال معجب الفرحان المحامي والمستشار القانوني يحيى بن محمد الشهراني أن ما تقوم به الجهات المختصة من تدابير وإجراءات لاتعدو كونها حرصا على إعادة الأموال للمتضررين، مشيرا إلى أن لجنة معالجة قضايا توظيف الأموال وبدعم لامحدود من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز حققت تقدما إيجابيا في الكشف عن المتورطين في تبديد أموال المساهمين المتضررين، حرصا منها على تقديم كل من تثبت إدانته للعدالة، وإعادة الأموال لأصحابها بأسرع وقت.
إلى ذلك تشهد قاعة عسير بفندق قصر أبها اليوم المزاد العلني الأول لبيع عقارات مشغل الأموال معجب الفرحان، وسط ترقب أن يشهد المزاد الذي ينطلق في الثالثة عصرا وتنظمه وتسوق له مجموعتا الأصول المتقدمة للتطوير العمراني وابن المملكة الدولية حضورا لافتا من رجال الأعمال والعقاريين للظفر بالعقارات المعلنة وتشمل عمارتين وثلاث فلل وخمس أراض في أحياء متعددة داخل مدينة أبها إلى جانب استراحة بمحافظة الدرب.
وعلمت الوطن أن إجراءات مشددة سيتم العمل بها لمنع غير المزايدين من الدخول، فيما يتطلب من كل شخص يرغب الحضور للمشاركة في المزايدة تقديم شيك مصدق بمبلغ 50 ألف ريال للجنة معالجة قضايا توظيف الأموال كشرط أساسي يضمن له الحضور والمشاركة في المزايدة التي يشرف عليها مندوبون من جهات حكومية وآخر من بيت المال بالمحكمة العامة بأبها.
ورجح العقاري محمد القحطاني أن تصل قيمة العقارات المعروضة بالمزاد من 20 إلى 30 مليون ريال، بما فيها العمارة الواقعة في حي القرى والتي تحتل الأهمية في مزايدة اليوم نظرا لموقعها الاستراتيجي من جهة وما تحويه من مزايا استثمارية مستقبلية للإسكان مستقبلا من جهة أخرى.
وتوقع العقاري سعد عسيري أن تنتهي مزايدة عقارات مشغل الأموال معجب الفرحان اليوم في وقت قياسي نظرا لإلمام الكثير من العقاريين بمواقعها منذ وقت مبكر.