جدة: خالد المحاميد

خيول وأزياء نسائية ورجالية ستكون محط أنظار مصممي الموضة العالميين في عرض الأزياء الذي يقيمه مصمم الأزياء العالمي يحيى البشري في ولاية كنتاكي الأمريكية في أواخر شهر مايو الحالي. ويعود البشري في عرضه الجديد إلى التراث العربي رابطا العلاقة بين الخيل والإنسان، وهو الاسم الذي أطلقه على عرضه في قالب مسرحي، حيث تتماهى فيه المرأة وهي ترتدي الأزياء التي صممها البشري مع جمال ونعومة الخيول الأصيلة، ويتماهى فيها الرجل مع قوة وشكيمة الخيل مظهرا نبله وفروسيته.
ويبدو العرض غريبا على عالم الأزياء إلى حد ما، لكن البشري يقول: قضيت ستة أشهر أبحث في مجاهل التاريخ عن كل المدلولات التي تتحدث عن موضوع العرض الخيل والإنسان.. إنه وقت طويل، ولكني أحببت أن أقدم ما يليق بوطني وباسمي.
ويقدم البشري في العرض سبع لوحات فنية تحكي طبيعة العلاقة التي ربطت بين الإنسان والخيل منذ بدء الخليقة، وحتى يومنا هذا، ولن يكون العرض مجرد مشهد بصري فقط كما هو الحال في عروض الأزياء الصامتة، فقد ابتكر الموسيقار الفرنسي صافي بوبتيل معزوفة خاصة بالعرض ستصاحب اللوحات في لغة بصرية وسمعية فانتازية تجمع بين ثلاثة عناصر في العلاقة بين الخيل والإنسان هي: الحب، الحرية، والقوة.
وتتوجه اللوحة الأولى كما يقول الفنان نحو بداية تعامل الإنسان مع الخيل، وكيف اعتمد عليها في غزواته ورياضاته وفروسيته وفي نقله للحضارات من مكان إلى آخر ثم لوحة أخرى تحكي فيها الأزياء أصالة الحصان العربي، وكيف استخدمه العظماء في التاريخ مثل نابليون بونابرت وجنكيز خان والإكسندر، فكان سببا في نجاح معاركهم التي غيرت معالم التاريخ. وتتوالى اللوحات في تناغم فريد لتظهر معاني أخرى تدل على شرف المنافسة الرياضية سواء في الصيد أو السباقات أو البولو في مزج رائع وخلاب مع تقاسيم الجمال والأناقة، وعلى إيقاع الخيول العربية الأصيلة. يذكر أن العرض يحتوي على 60 قطعة هي مناصفة بين أزياء المرأة والرجل، قدم فيها البشري التاريخ ورؤيته الفنية في عرض أزياء غير مألوف، ينتظر أن يكون حديث الغرب عن الشرق في تحد مميز وغير مسبوق سيدعى إليه مجموعة كبيرة من المشاهير والنجوم والمهتمين بالأزياء والموضة. ومع أن فكرة عرض أزياء لمصمم شرقي بشكل مسرحي جديدة كليا، إلا أنها تعود في الواقع إلى تقاليد عربية قديمة فطالما تبادلت المرأة أوصافها مع الخيل في الشعر العربي، كما اعتنى العرب بصورة خاصة بتزيين الخيل وإظهارها بمظهر جميل في المناسبات والأعياد، ومن هذه الحالة يبرز البشري كنه العلاقة بين الخيول والأزياء وبينها وبين الرجل والمرأة في توليفة مصحوبة بالموسيقى تستعيد ذكريات من ألف ليلة وليلة.