الصيني يكشف عن إقامة منتدى ثقافي في المجلة
في عرس إعلامي بهيج ازدان بحضور جمع من المثقفين والإعلاميين بفندق الهوليدي إن المنهل أول من أمس بالرياض، احتفل القائمون على المجلة العربية بعددها الـ 400 الذي صدر في مايو 2010، في ليلة طرح فيها المشاركون العديد من المقترحات والآراء التي بحسب وصفهم ستسهم في رفع شأن المجلة وعودة قوتها إلى سابق عهدها.
وحمل غلاف المجلة صور الرجال الذين واكبوا مسيرة المجلة العربية بدءاً من الراحل الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، فيما خصص رئيس التحرير الدكتور عثمان الصيني الافتتاحية للحديث عن مسيرة المجلة التي امتدت لـ34 عاماً مضت، بالإضافة إلى إهداء المجلة بعضاً من أوراق رئيس تحريرها الأول الراحل الدكتور منير العجلاني ضمن الكتاب الشهري للمجلة.
وواصلت المجلة تقديم الدراسات والمواضيع المنوعة بدءاً من قضية العدد حول الفكر وإشكالية المفهوم التي شارك فيها عدد من المفكرين العرب، كما نشرت المجلة دراسة عن المدينة المنورة في كتابات الراحل الطنطاوي، وأخرى عن القصة النسائية في اليمن، وبحثاً حول الإسلام الإسباني، ودراسات متنوعة عن الفنون من ضمنها الحرف والفنون القديمة، والمنابر العتيقة، ومزاوجة الشعر والموسيقى لدى الثلاثي جبران، وتجليات الشكل والمضمون في السينما العالمية، والآخر في الرواية النسائية المحلية، إضافة إلى المتابعات والأبواب الثابتة والمشاركات الإبداعية المختلفة.
وقال رئيس تحرير المجلة العربية عثمان الصيني إن المجلة تعاني مشكلة في توزيعها داخل المملكة ولكنها تشهد في الوقت ذاته زيادة في التوزيع في 14 دولة عربية حيث وصلت نسبة المبيعات في تونس 91% وفي اليمن 89%، بالإضافة إلى أنها توزع في سوريا ودول الخليج كاملة، وأضيفت حديثا الأردن لقائمة الدول التي يشملها التوزيع، وأردف الصيني قائلاً حقيقة لا أعرف ما هي المشكلة في الداخل وهل هي من حيث التوزيع أم في المجلة أم في شركة التوزيع أم إن الناس غير مقتنعين بها.
وأفصح الصيني للحضور عن إصدارات المجلة الأم وسلاسل الكتاب والتأليف والترجمة وسلسلة الريادة التي بدأت بإصدار توثيق أول عدد في الصحف والمجلات التي صدرت من الجزيرة العربية منذ صحيفة القبلة وصحيفة أم القرى إلى آخر الصحف السعودية تأسيسا وهي الوطن ثم شمس، وصدر عن المجلة سلسة المفاهيم، وسلسلة من الإصدارات للأطفال.
وأشار الصيني إلى أن المجلة تبث عبر الموقع الإلكتروني الخاص بها، بالإضافة إلى نشر الدواوين وبثها بالصوت والصورة، وأنها تعمل على إصدار الدراسات وبدأت بالفعل بأول دراسة وطنية عن واقع القراءة واتجاهاتها ومحفزاتها متوقعاً صدور هذه الدراسة خلال ثلاثة أشهر من الآن.
وكشف الصيني عن رغبة المجلة في إقامة أسبوع المجلة العربية في الجامعات، واتفقت مع جامعة الأميرة نورة لإقامة مسابقة إبداعية ووصلت العديد من المشاركات من طالبات الجامعة، على أن يتم نشر المواد الإبداعية في كتيب مع المجلة يوزع مجاناً خلال أسبوع المجلة في الجامعة وذلك من باب التحفيز والتواصل والتعريف بالمجلة.
وأشار الصيني إلى أن المجلة تعمل على متابعة المواقع الإلكترونية الثقافية واختيار الأفضل من المشاركات الإبداعية في القصة والرواية وغيرها ومن ثم نشرها، وهذا يعد تواصلاً بين الإصدارات الورقية والإلكترونية، كما أنها بصدد إقامة منتدى ثقافي في مقر المجلة الحالي لكن بعد أن يتم تطويره، حيث سيبدأ العمل فيه خلال أسبوعين ومن المتوقع تسلمه خلال ستة أشهر. وأطلع الصيني الحضور على الخطوات التطويرية للمجلة من حيث الإخراج والطباعة والمحتوى، وقال إن كل هذا يتم بالمملكة باستثناء الطباعة.
وقدم عدد من الحضور بعض من المقترحات لتطوير المجلة ودعا نائب رئيس تحرير الوطن الدكتور جاسر الجاسر إلى تغيير مسمى وشكل المجلة، بالإضافة إلى استكتاب كتاب ذوي طرح جريء، مشيداً بالمجلة، وقال إن الصيني أسهم في صناعة إعلام بشكل جميل وتقديم منتج بشكل جذري وأن المجلة لا تمثل أي تيار عربي.
من جهته، قال نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور خالد الفرم إن المشهد الإعلامي العربي يشهد تحولاً حاداً في الصحافة العربية والعالمية وأن سوق المجلات العربية يواجه تحديات كبيرة، مطالباً القائمين على تحرير المجلة بإجراء تحولات ومنها مخاطبة الشباب حيث إن المجلة تعد نخبوية وجمهورها ممن يتجاوز أعمارهم الـ 45 عاما وهذا يحد من توزيعها، وأنها أيضاً بحاجه إلى أفكار وبرامج بشكل متوازٍ مع جمهور شبكة الإنترنت، إضافة إلى إقامة شراكات مع عدد من الجامعات وذلك لتكوين جماهيرية لها من فئة الشباب وذلك من هذه المرحلة.
من جانبه، طالب مدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة الجزيرة الدكتور إبراهيم التركي بوضع خطة لتوزيع المجلة خاصة على الناشئة، ممتدحاً التطورات التي شهدتها المجلة في عهد رئاسة عثمان الصيني.
وبالعودة إلى الصيني قال لا أخفيكم، كانت لدينا رغبة سابقة لتغيير اسم المجلة ولكن الخوف من عدم تمويل المجلة أزاح هذه الرغبة، مبيناً أن إصدارات المجلة الحديثة هي بنفس الميزانية السابقة لها.