ابها: سلمان عسكر

تضاعفت حالات تلفيق التهم التي تمارسها الميليشيات الحوثية بحق الفتيات اليمنيات، وذلك بهدف ابتزاز أسرهن وتحقيق أهداف سياسية.
وقالت مصادر لـ«الوطن»، «تعزف عصابات الحوثي على وتر يضرب في صميم عادات وتقاليد المجتمع اليمني، لا سيما أنها تدرك قيمة الأعراض ومكانتها داخل المكوّن اليمني، وأنها تمثل خطًّا أحمر لا يجدر المساس به».

 أبرز أشكال الابتزاز
 

- إجبار الأسر على دفع مبالغ مالية للإفراج عن الموقوفات
- إجبار الأسر على مشاركة أحد أبنائها في القتال بالجبهات
- قبول العقارات بديلة حال عدم وجود أموال للإفراج
- خدمة الانقلابيين في محيط موقع الأسرة
- توقيع تعهدات تجبر الأسر على الولاء وعدم الإساءة إلى الحوثيين




كشف مصدر في صنعاء، تضاعف حالات الاختطاف التي تمارسها ميليشيات الحوثي الانقلابية، ضد الفتيات والأسباب الرئيسية لذلك، مبينا أن الميليشيات الحوثية تختطف الفتيات وتلفق التهم لهن، لأجل ابتزاز أسرهن وتحقيق أهداف سياسية.   وقال المصدر لـ»الوطن»، إن عصابات الحوثي عزفت على الوتر الذي من خلاله يضربون في عمق صميم العادات والتقاليد للمجتمع اليمني، لاسيما وأنها تعلم قيمة الأعراض ومكانتها داخل المكون اليمني، وأن الأعراض تمثل خطا أحمر لا يمكن المساس به.   وأضاف المصدر أن الحوثيين بعد أن مارسوا خطف الأطفال وإرسالهم للجبهات، دخلوا من باب آخر وهو باب الأعراض نظرا لما يعنيه ذلك للناس، ضمن محاولات الابتزاز المالي حيث يعملون على جمع أكبر مبالغ مالية أو عينية، كذلك تحقيق أهداف سياسية من خلال الضغط والابتزاز لأجل الولاء لهم.

اشتراطات تدريجية

وفقا للمصدر، فإن هناك عصابات جديدة تم تشكيلها منذ قرابة خمسة أشهر تتبع وزارة الداخلية فيما يسمى حكومة الإنقاذ الحوثية ومهمتها خطف الفتيات تحت مسميات قضايا تمس الشرف من أجل الابتزاز الفوري، حيث يقوم الحوثيون بالمساومة مع أسر الفتيات المختطفات لإطلاق سراحهن وفق اشترطات تدريجية، تبدأ بإجبار هذه الأسر على دفع مبالغ مالية، وفي حالة تعذر ذلك يطلب من الأسر تسليم عقاراتها.
وأشار المصدر إلى أنه من ضمن الاشتراطات، موافقة الأسر على مشاركة أحد أقارب تلك الفتاة المختطفة بالقتال في الجبهات، أو القيام بخدمة الانقلابيين في محيط موقع تلك الأسرة سواء بتقديم الطعام أو المشروبات أو غسل الملابس المتعلقة بعصابات الحوثي، وأنه في أسوأ الظروف تسجل تعهدات لتلك الأسر بالولاء وعدم الإساءة للحوثيين بأي شكل كان.

انتهاكات خطيرة

بين المصدر أن الحوثيين قاموا بالتنسيق مع مكاتبهم الأمنية في المحافظات على أن أي بلاغ يصل إليهم بشأن مختطفة أو مفقودة يتم إشعار أسرتها بمكان سجنها، دون إيضاح الأسباب، ومن هناك يتم حضور الأهل لمقر السجن وبعد مماطلة حوثية، يتم إحاطة الأسر بأن الفتاة موجودة لديهم بالسجن في قضية معينة، قام الحوثيون بتلفيقها لها زورا وبهتانا، من أجل وضع ولي أمر الفتاة أمام الأمر الواقع والرضوخ لابتزاز الحوثيين من أجل تسليم قريبته دون تشهير أو إساءة لسمعتها.  وأكد المصدر أن الحوثيين بهذا العمل الإجرامي والانتهاك الخطير يجلبون أموالا طائلة لأنهم يعلمون أن المجتمع اليمني المحافظ لا يقبل أي صورة لتشويه سمعة الأعراض، مبينا أن إحياء النكف القبلي ومبدأ الغيرة سينقذ اليمنيين من ويلات الكهنوت الحوثي الإيراني الذي يزيد الفساد في الأرض يوما بعد يوم.

قضايا أخلاقية

قالت مستشارة وزارة حقوق الإنسان اليمنية لشؤون المرأة وفاء الوليدي لـ»الوطن»، إن الحوثيين مارسوا كل الوسائل والطرق لابتزاز اليمنيين في مواقع سيطرتهم، ويطلبون أموالا طائلة من أجل إخراج المختطفين لديهم بالسجون، وهناك فتيات يمنيات مختطفات ولا يعرف سجن البعض منهن إلا بعد فترات طويلة، مشيرة إلى أن الحوثيين قاموا بخطف مجموعة من الفتيات وتم تلفيق قضايا أخلاقية لهن.
وذكرت الوليدي، أن إحدى النساء، طلب الحوثيون لاطلاق سراحها مبلغ مليون ريال يمني، إضافة إلى تهجم عصابات الحوثي على الطالبات داخل الجامعات والمدارس وحتى الأسواق العامة والمطاعم، مؤكدة أن الحوثيين يبتزون الناس بهذه الطرق لإذلالهم وإرهابهم وتكميم الأفواه عن الانتقاد، مبينة أن أكثر النساء عرضة لإيذاء الحوثيين هن النساء المعارضات، وهناك سجون خاصة وبيوت معينة يتم حبس الفتيات فيها، واستخدام أساليب تعذيب شنيعة، وكل ذلك للضغط على الأسر.

 العادات والتقاليد

أكدت الوليدي، أن جميع اليمنيين يخافون من العار والعادات والتقاليد، ومن ثم يرضخون لابتزازات الحوثيين، مشيرة إلى أن الوزارة تدون الانتهاكات وتتواصل مع أسر الضحايا اللاتي تم اختطفاهن أو الاعتداء عليهن وأمهات المعتقلات، وهناك ملفات يتم الرفع بها للمنظمات الدولية، واللجنة الوطنية، كما أن هناك إحصائيات تتزايد كل فترة عن هذه الممارسات.
وأكدت الوليدي أن الصمت لدى الكثير من الناس يعود لعدة أسباب من بينها، تهديدات الحوثيين لهم، والخوف من انتقام الميليشيات، وكذلك الخوف من العار، مبينة أن هناك حالة بقرية في تعز حيث تم اختطاف فتاتين وقام شقيقهما بالحضور وتسليم نفسه من أجل إطلاق سراحهما، غير أن الحوثيين قتلوا شقيقهما وأبقوا على سجن الفتاتين.

أبرز أشكال الابتزاز
 

القيام بخدمة الانقلابيين في محيط موقع الأسرة

في حال عدم وجود أموال يطلب من الأسر تسليم عقاراتها.

إجبار الأسر على دفع مبالغ مالية، للإفراج عن المختطفات

موافقة الأسر على مشاركة أحد أقارب الفتاة المختطفة في القتال بالجبهات.

تسجل تعهدات لتلك الأسر بالولاء وعدم الإساءة للحوثيين.