أكد محللون سياسيون وخبراء أن تصنيف دراسة أميركية للمملكة العربية السعودية كتاسع أقوى دولة في العالم، في قائمة احتلت فيها أميركا وروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا المراكز الخمسة الأولى، تبرز الاهتمام العالمي بالمملكة، والذي جاء نتيجة عدة عوامل محلية و إقليمية ودولية، أهلت المملكة لهذه المكانة الكبيرة.
وكانت الدراسة التي أجرتها مجلة US News and World Report، ونشرتها مجلة بيزنس إنسايدر، قد استندت في تقييمها لترتيب السعودية في قائمة أقوى 10 دول في العالم، على ما تتمتع به من تأثير سياسي كبير، وقدرات اقتصادية ضخمة، وتفوق عسكري، وسرعتها في تشكيل وتقوية التحالفات الدولية، وما تمتلكه من إمكانات في التعامل مع الأزمات.
اهتمام متزايد
قال المحللون إن الاهتمام العالمي بالمملكة يتزايد يوما بعد يوم، وظهر بوضح خلال مشاركة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ المصرية، وكذلك الاهتمام الكبير الذي حظيت به زيارة ولي العهد قبلها، لكل من باكستان والهند والصين، وعكس أهمية المملكة وثقلها الديني والسياسي والاقتصادي ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع، ودورها المحوري في الحرب على الإرهاب والتطرف، حتى أصبحت توصف بـ«رمانة التوازن والاستقرار العالمي».
وحدد المحللون 10عوامل أسهمت في احتلال المملكة هذه المكانة، من أبرزها الثقل الديني وما تمثله بالنسبة للمسلمين، إضافة لسياستها ودبلوماسيتها المتزنة وعلاقاتها المتميزة مع الدول التي تمثل مراكز القوة في العالم، سواء في الشرق أو الغرب، وبعد نظرها السياسي والاقتصادي والتنموي، وما تملكه من شراكات متينة وموثوقية دولية، فضلا عما تقوم به من إدارة وتنظيم موسم الحج السنوي واستقبال حشود مليونية في مكان وزمان محددين ونجاحها في إدارة هذه الحشود بأمان وسهولة ويسر لهو مصدر تقدير واحترام لكل منصف.
محاربة الإرهاب
قال خبير العلاقات الدولية سامي البشير إن ?«المملكة? تحارب الإرهاب وتقوم بقيادة تحالفات كبيرة مع الدول العظمى من أجل إعادة التوازن للمنطقة، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لها علاقات مع الشرق والغرب وجميع دول العالم? على قدر متساو من الأهمية».
وأضاف أن المملكة ساهمت بشكل كبير ورئيسي في حث المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب، ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره، ودعت في مناسبات دولية المجتمع الدولي إلى تبني عمل شامل في إطار الشرعية الدولية يكفل القضاء على الإرهاب ويصون حياة الأبرياء ويحفظ للدول سيادتها وأمنها واستقرارها، ويشيد العالم بأسره بجهود المملكة في محاربة الإرهاب.
منهجية ملموسة
ذكر المحلل السياسي، الدكتور صالح بن سبعان، أن الاهتمام الدولي بحضور خادم الحرمين الشريفين القمة العربية الأوروبية، إضافة إلى جولة ولي العهد الآسيوية، عكست المنهجية الملموسة في السياسة السعودية، والتي من خلالها استطاعت المملكة أن تحقق الثقل السياسي على المستوى الإقليمي والدولي، فضلا عن التأكيد على اللحمة العظيمة لأبناء المجتمع السعودي.
من جانبها، قالت رئيسة مركز العلاقات الدولية والأبحاث في الشرق الأوسط، أميرة الخالد، إن «التهافت الأوروبي للقاء الملك على هامش قمة شرم الشيخ، يعطي دلالات واضحة على ثقل المملكة العربي والإسلامي وهي رسالة واضحة لبعض المشككين في عمق العلاقات (السعودية- الأوروبية)».
الاستثمار
أوضح المحلل الاقتصادي، صالح بن ثاني العنزي، أن الصادرات العربية إلى الاتحاد الأوروبي ارتفعت بنسبة 20%، لتصل إلى 121.6 مليار يورو خلال عام 2017، مقابل 101.2 مليار يورو خلال عام 2016، مضيفا: «أن المنطقة العربية تعتبر ثاني أكبر سوق للصادارات الأوروبية، بعد الولايات المتحدة، كما أن الاستثمار الأوروبي ينظر إلى العديد من الفرص الاستثمارية بالمنطقة العربية والمتعلقة بمجالات البنية التحتية والطاقة والتقنية والخدمات اللوجستية والمؤسسات المالية والأعمال الزراعية والصناعية.
نجاح اقتصادي
بين المحلل الاقتصادي السعودي، مطشر المرشد، أن جولة ولي العهد عززت الروابط السعودية الآسيوية وبالأخص بدول المحور الشرقي لمجموعة البريكس، فالهند والصين تمثلان ثقلا اقتصاديا وسياسيا عالميا يزداد يوما بعد يوم ويزيد من توقعات انضمام المملكة لعضوية البريكس إلى جانب مجموعة G20.
وأضاف أن أبرز العوامل التي عززت مكانة وثقل السعودية في المنطقة والعالم هي قوة اقتصادها الذي يستمد قوّته الحقيقية من المكونات التي ينهض عليها، والاستراتيجيات المتطورة التي يطبقها، ما جعله يحوز العديد من التقييمات المرتفعة من جانب المؤسسات الاقتصادية الدولية، وانضمامها إلى نادي أقوى 20 اقتصادا في العالم، لافتا أن رؤية 2030 حظيت باهتمام زعماء العالم، لما تتمتع به من أفكار غير تقليدية وجريئة وشملت خططاً شاملة تتمحور حول عدة نقاط أساسية منها إنشاء أضخم صندوق استثمارات بالعالم والخصخصة والصناعات الجديدة والسياحة وتوفير المزيد من الوظائف.
العوامل العشرة
01
تتمتع بعمق ديني
02
تمتلك قيادة قوية وحازمة
03
لديها رؤية واضحة وطموحة
04
تمتلك سياسة ودبلوماسية متزنة
05
لديها اقتصاد قوي ومتطور
06
تعتبر ترموميتر استقرار أسعار النفط
07
علاقات متينة مع مراكز القوى الشرقية والغربية
08
موقع جغرافي استراتيجي
09
تتسم جبهتها الداخلية بالتلاحم والترابط
10
تعد رأس الحربة في مكافحة التطرف والإرهاب