دومة الجندل: محمد الحسن

موقعها أقرب لمكان سيدنا سليمان من اليمن

نسف باحث في التاريخ السائد تاريخيا حول مملكة سبأ ، معتبرا (مملكة دومة الجندل في منطقة الجوف) أول مملكة عربية قامت في التاريخ القديم على مستوى ممالك العرب. وقال  الدكتور أحمد عويدي العبادي خلال محاضرته مساء أول من أمس بنادي الجوف الأدبي: إن مملكة سبأ التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ليست ما يعتقد الكثير أنها سبأ الجنوب الواقع في اليمن، مؤكدا أن المملكة التي ورد ذكرها في قصة سليمان بالقرآن الكريم بسورة  (النمل) كانت تحكم مملكة دومة الجندل مستشهدا بقربها من موقع سيدنا سليمان بعكس ما كانت علية سبأ اليمن البعيدة  كثيرا عن موقع الحدث.
وأكد  العبادي أن هذه المملكة القائمة في دومة الجندل كانت تتمتع بنظام حكم ديموقراطي قائم على مجلس شورى أو نواب أو مستشارين كما هو حال تسميتهم اليوم في الحكومات والدول ، مستشهدا على ذلك بكلمة الملأ التي وردت  بالقرآن الكريم على لسان الملكة بعد أن جاءها كتاب سيدنا سليمان.  كما أكد العبادي أن مملكة دومة الجندل كان دورها بين الممالك العربية عامة ، حيث كانت تعد نقطة استقطاب لقبائل شرق جزيرة العرب، وقبائل الرافدين ومركزا إستراتيجيا  للتجارة العربية المتبادلة بين الشعوب في الممالك العربية وبلاد الشام ، حيث كانت تحط بها وقتها القوافل وتنطلق منها.
وتابع العبادي: إن الملك العربي جندب الذي انضم إلى حلف مع الآراميين كان في دومة الجندل، ذاكرا أن هذا الملك أول من أشار إلى العرب في نص من النصوص التاريخية.
كما بين أن ما يؤكد أهمية دومة الجندل تاريخيا في العصر الإسلامي أن الرسول الكريم ـ صلى الله علية وسلم ـ  قاد بنفسه الجيش المتوجه لها وكانت معركة دومة الجندل الشهيرة حيث كانت ذات حصون محكمة وبها جيش قوي يدافع عنها على مختلف العصور.
وتطرق العبادي للإرث التاريخي للمنطقة من خلال القلاع أو الحصون أو النقوش القديمة المكتوبة بلغة مختلف الحضارات التي قامت على أرض الجوف ودومة الجندل تحديدا ، مؤكدا أن آخر ما تم التوصل اليه حديثا هو الإعلان عن العثور على أكثر من 30 ألف نص تاريخي في موقع الحرة القريب منها والذي كان يتبع لمملكة دومة الجندل تاريخياً. وعن دورها في نشر اللغة والكتابة العربية ، أكد العبادي أن التاريخ أثبت أن عرب الحجاز قدموا من مملكة دومة الجندل وأن الخط العربي نبع من هذه المملكة. وطالب العبادي الحاصل على  شهادة الدكتوراه في الدراسات الاجتماعية  من جامعة كامبردج البريطانية بالإسراع في أعمال الترميم لآثار المنطقة وإعادتها إلى الحالة التي تعد الأقرب لما كانت عليه سابقا قبل اندثارها ، و إعداد مشروع  لإطلاق موسوعة شاملة عن دومة الجندل إضافة إلى الإسراع من قبل المتخصصين لتدوين تاريخ المنطقة ، معتبرا أن هذا الأمر قد يكون متاحا للباحثين حاليا ، لأن الجيل الحالي وعلى الرغم  من أنه يغلب عليه البعد عن القراءة إلا أنه قادر على التدوين وقد يأتي جيل قادم قد لا يستطيع القراءة ولا التدوين.