ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مثل البذور والأسمدة والمبيدات أثر على العائدات
قال مستثمرون زراعيون متخصصون في إنتاج الخضراوات المحلية إن أداءهم خلال الموسم الحالي كان سلبيا، حيث تراجعت عائداتهم ، بسبب تقلبات الطقس وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج كالبذور والأسمدة والمبيدات. وأوضح المستثمر حسن الحمود أن عوامل عدة ساهمت في سلبية هذا الأداء لعل أبرزها تقلبات حالة الطقس، كالغبار والرياح وتأخر المطر، الأمر الذي أثر سلبا في جودة بعض المنتجات مثل الباذنجان والطماطم خارج البيوت المحمية، وبالتالي انخفاض أسعارها. وذكر الحمود أن أسعار بعض الخضر خلال فترة الذروة تراوحت بين 5 ـ 6 ريالات لصندوق الطماطم، بينما كان سعره في العام الماضي شبه مستقر عند 12 ريالا، أي انخفض بنسبة الضعف تقريبا، والباذنجان الذي بيع في الأسواق خلال الموسم الحالي بسعر يتراوح بين 5 ـ 6 ريالات للصندوق ، لم يشهد سعره في العام الماضي أي انخفاض عن عشرة ريالات للصندوق. ولم يتعد الفلفل البارد حدود الـ6 ريالات للصندوق في العام الحالي ، رغم أنه استمر طوال ستة أشهر من العام الماضي عند 10 ريالات، وفي المقابل زادت على المستثمرين ، أجور العمالة الوافدة، التي تعمل براتب شهري يصل إلى 1000 ريال، بينما لم تكن تتجاوز 600 ريال سابقا. وقال المستثمر علي مرزوق إن أزمة الاستثمار الزراعي هذا الموسم تمثلت في أن بعض المواد مثل الزهرة الذي كانت تباع بسعر 17 ريالا للصندوق (10 كجم) العام الماضي ، لم يتعد سعرها خلال الموسم الحالي حدود الأربعة ريالات، وهو انخفاض حاد جدا، جاء بسبب أن هذا المنتجات تأتي بأنواع مختلفة، ما إن ينتهي واحد منها حتى يأتي الآخر، نجدها هذا العام قد تداخلت مع بعضها، بسبب سرعة الدورة الإنتاجية، لعدم مجيء البرودة في وقتها كل عام، مما أدى إلى حدوث تراجع كبير في عائدات معظم المستثمرين الزراعيين. وأضاف مرزوق أن بعض أصناف الطماطم المحلية بيعت خلال الموسم الحالي وفي وقت الذروة بأربعة ريالات، وكان سعرها في حدود عشرة ريالات العام الماضي، بل إنه في بعض الأيام كان بعض المزارعين يضطرون لإعادتها إلى المزرعة. أيضا عانى الخيار من المشكلة نفسها فقد اعتدنا في الأعوام الماضية أن يصل السعر في بعض أشهر الموسم إلى 15 ريالا للصندوق (3 كجم) ، لكنه لم يتجاوز هذا العام حدود سبعة ريالات، أي أقل بنسبة تزيد عن 100%. وأشار إلى أن دفء الجو هذا العام كان هو الغالب، مما أدى إلى ظهور بعض الأمراض، واضطر المزارعون إلى رش حقولهم بالمبيدات ثلاثة أضعاف، مما يعني زيادة في المصاريف، التي شملت أيضا كلفة التعبئة ، حيث كان صندوق الفلين الفارغ في حدود 80 هللة للصندوق في العام الماضي، بينما وصل سعرها حاليا إلى 90 هللة، وصندوق التعبئة الخاصة بـالخيار كان بـ38 هللة، ارتفع سعره إلى 48 هللة، والعمالة أيضا كنا نجلبها في الأعوام الماضية للعمل براتب شهري قدره 700 ريال كحد أعلى، الآن في حدود 900 ـ 1000 ريال شهريا وبكفاءة أقل، وفي كثير من الأحيان ننتظر مجيء العمالة الوافدة لسنتين مثل العمالة النيبالية، التي تفرضها مكاتب العمل، بغية التعدد في جنسيات العمالة الوافدة، في حين أن العمالة الهندية لا تستغرق عملية استقدامها 3 أشهر. وقال المستثمر ساري الدوسري إننا في كثير من الأحيان إذا ما تأزم الوضع داخل السوق المحلية نلجأ إلى التصدير، لكننا نواجه أيضا عقبات حين نصدر إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لعل أبرزها أن الجانب السعودي هو الذي يطالبنا بشهادة المنشأ، في حين أن البلاد الأخرى لا تطالبنا بذلك. وقال الدوسري إن سماد اليوريا ارتفع سعره من 58 ريالا للكيس (50 كيلو جراما) إلى 80 ريالا للكيس ، والسماد المركب من 70 ريالا للكيس إلى 95 ريالا، ورولات البلاستيك ارتفعت أسعارها بنسبة الضعف. وطالب الدوسري شركة سابك بتوفير منتجاتها بأسعار تفضيلية، خدمة للاقتصاد الوطني، ليشمل ذلك الأسمدة الكيماوية والبلاستيك.