مُنحت أول رخصة لإنشاء وتشغيل دور العرض السينمائي بالمملكة، للشركة الأميركية الرائدة AMC، وفي تصريح لها أعلنت أنه سيتم افتتاح 350 دار عرض تضم 2500 شاشة بحلول عام 2030.
وكذلك فازت فوكس سينما بالرخصة الثانية، وجاء تصريح مجموعة الفطيم المالكة لفوكس سينما على أنهم سيستثمرون مبلغا وقدره ملياران في قطاع السينما بالسعودية، بما قوامه إنشاء 600 شاشة عرض سينمائي.
وكانت الرخصة الثالثة من نصيب اتحاد مجموعة الراشد «امباير سينما»، والذين صرحوا على أنهم يسعون للانتشار في أغلب مدن المملكة بإنشائهم لدور العرض السينمائي فيها.
أما الرخصة الرابعة فذهبت من نصيب شركة لوكس لترفيه بالتحالف مع: مجموعة الحكير وسينابوليس العالمية ومجموعة الطائر، وتسعى هذه التحالفات إلى إنشاء 300 شاشة عرض في 15 مدينة بمملكتنا الحبيبة، حسب ما جاء في تصريحهم.
شركات وائتلافات وتحالفات وضخ أموال كبيرة وتوفير فرص عمل متعددة ومتنوعة للكوادر السعودية في قطاع السينما، ولا يزال السوق السعودي متعطشا لنهضة في قطاع السينما والتجارة والصناعة والثقافة والمعرفة، وجاء هذا بسبب أن لدينا -نحن السعوديين- رؤية، عازمون على تحقيق أهدافها والوصول لغايتها.
لكن للأسف لا يزال يوجد بعض ممن ينظر لقطاع السينما وصناعة الأفلام، بتصور تقليدي وقياس نمطي، وأزعم أنه لم يتجاوز حقبة التسعينات والثمانينات الميلادية كالأفلام التي كانت تعرض في قناة ART، أفلام أو روتانا سينما، أو القناة السعودية الثانية، بعرضها أفلام الممثل البلجيكي «كلود فان دام»، أو أفلام منافسة «ستيفن سيجال»، وكأن ذاكرة هذا التقليدي اختلطت مع واقعه بالنهاية مع ظهور الجملة الشهيرة: تمت الترجمة في معامل أنيس عبيد!
لم يعِ هذا التقليدي أن عمر صناعة السينما قد تجاوز قرنا من الزمن، وتطورت طرق عرض الأفلام عبر أطوار متعددة من الأفلام الصامتة إلى سينما شاشات 7D.
قد يكون بعض هؤلاء التقليديين وللأسف يستلم مناصب قيادية أو وظائف تنظيمية ورقابية في قطاع الإعلام والثقافة والتجارة والفنون، مع أن وجود أي عنصر تقليدي بالعمل والإنجاز هو تعطيل لعجلة التنمية والنهضة في البلد، وبالأخص القطاعات التي تمضي سريعا بالتطور والتحديث، كالتقنية والتعليم والتجارة والإعلام والهيئات التنظيمية والرقابية لهذه القطاعات.
لذا أقولها وبلا خجل، وبالفم المليان، وهي رسالة لكل تقليدي وتعقيدي: تنحَّ جانبا يا عم، لتتيح الفرصة للحالمين، تراهم يمدحون التقاعد!
صدقني أن هذا الكلام ليس انتقاصا من شخصك أو هضما لمجهود سابق بذلته، بل بالعكس قد تصبح أنت من ينتقص من شخصك، في تمسكك بفرض الصور النمطية والتقليدية التي لا تزال ملتصقة في عقلك ولا تريد تغييرها، إما بسبب عنادك ورجعيتك، أو بسبب جهلك فيما تعمل، وهذا العذر أقل ذنبا من سابقه.
لا يسع المجال أبدا لأن يكون واحدا من هؤلاء التقليديين على سدة الإعلام أو الفنون أو التجارة أو الصناعة وغيرها، لأن هذا سير باتجاه عكسي إلى الخلف، في الوقت الذي نبني فيه نحن مدينة إعلامية تقنية عالمية ضخمة، وهي «نيوم»، يأتي لنا من ينظر لها بتصوره الإعلامي التقليدي بأنها مثل محطة فضائية يعرفها، أو صحيفة ورقية كان يعمل بها.