كلما مررت بأحد المراكز التجارية في إحدى الدول المجاورة أسأل نفسي: ما الفرق بيننا وبين هؤلاء؟!

كلما مررت بأحد المراكز التجارية في إحدى الدول المجاورة أسأل نفسي: ما الفرق بيننا وبين هؤلاء؟!
لماذا الحياة تسير في هذا السوق بهدوء وسلاسة؟
لماذا الناس تتسوق دون مراقبة؟
لماذا النساء يتسوقن وحدهن دون خوف من أحد؟
لماذا النظام يسود المكان دون الحاجة لوجود وصاية من أحد أو رقابة من أحد؟
لماذا الفضيلة في بلادنا وحدها تحتاج إلى من يحرسها؟
في دولة مجاورة ـ ولا أبالغ ـ بهو الفندق يطل على مجمع تجاري ملحق بالفندق.. لاحظت مجموعة من الشباب خرجوا من بار الفندق وتوجهوا نحو المجمع المجاور للفندق.. دون أن يجرؤ أحد منهم على التحرش بأي إمرأة؟! ودون أن يمنعهم أحد؟
ليس هناك هيئة ولا أمن ولا هم يحزنون.. ما الذي يجعل حياة الناس هناك منضبطة.. ويجعل منها لدينا في أمس الحاجة للمراقبة والمتابعة والحراسة؟
ما الفرق بين الشاب السعودي من جانب والشاب الإماراتي أو البحريني أو القطري من جانب آخر؟
ما الهوس أو السعار الذي يعاني منه السعودي ويجعل منه وحشا لا يؤمن جانبه؟
ما الذي يجعل منه خطرا على الآخرين ويجب حمايتهم منه؟
العادات واحدة والتقاليد واحدة.. بل وحتى المزاج والزي والهوايات واحدة.. لماذا عندما يتعلق الأمر بحريات الآخرين نجد الشاب السعودي يتجاوز كل الخطوط الحمراء؟
خطب ومواعظ وقنوات شعر تتحدث وتخرط ليل نهار عن مكارم الأخلاق والفروسية ومع ذلك تطير كل هذه الفقاعات عند أقرب مجمع تجاري؟
هيئة الأمر بالمعروف تمتلئ ملفاتها بمئات الآلاف من القضايا كل عام، وما خفي أعظم.. وما تم الستر عليه أكثر؟
لماذا الذين يفرحون بهذه الأخبار لا يساعدوننا في البحث عن أسبابها؟! هذه أخبار محزنة ومزعجة وليست سارة.
انتهت المساحة فيما الأسئلة متشعبة وطويلة وليس لها آخر.. ما الفرق بيننا وبين الآخرين..أين المشكلة؟ لماذا الشاب السعودي أصبح بهذه الصورة القبيحة؟