الرياض: سليمان العنزي

أفصحت وزارة الصحة، في سياق تقرير حديث، عن أنها تواجه صعوبة في تحسين القيمة المتحصلة من الخدمات الصحية، علاوة على تنامي المخاطر في المنشآت الصحية، وزيادة نسبة الوفيات في المستشفيات، بسبب العدوى المكتسبة، والإصابات المرتبطة بالرعاية الصحية. وأرجعت ذلك إلى 5 عوامل.
 



كشف تقرير حديث للمركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية «سباهي» أن 44 % من مستشفيات وزارة الصحة تقع داخل «المنطقة الحمراء»، وتشكل خطرا عاليا أو خطرا وشيك على سلامة المرضى، وذلك لعدم استيفاء المتطلبات الأساسية لسلامة المرضى، في برنامج المتطلبات الأساسية لسلامة المرضى «أمان».

تكلفة الرعاية

قالت وزارة الصحة في سياق تقرير حديث إنها تواجه صعوبة في تحسين القيمة المتحصلة من الخدمات الصحية، وأرجعت ذلك لـ 5 عوامل من أبرزها انخفاض مستوى الجودة والسلامة بالمستشفيات، والازدياد المتسارع في تكلفة الرعاية الصحية مع انخفاض مستوى التمويل المقرر من قبل وزارة المالية، إضافة إلى ارتفاع سقف توقعات المستفيدين من النظام الصحي، حيث أشارات الوزارة إلى تفاوت رضا المستفيدين عن الخدمات الصحية الحكومية.

تحسين الجودة

تتمثل التحديات القائمة لانخفاض القيمة المتحصلة من الخدمات الصحية في: انخفاض مستوى الجودة والسلامة، حيث تتنامى المخاطر في المنشآت الصحية بسبب تفاوت الالتزام وتطبيق معايير السلامة سواء المتعلقة بسلامة المستفيدين أو مقدمي الخدمات وبيئة العمل، حيث أوضحت الكثير من الدراسات والتقارير تنامي نسبة الوفيات في المستشفيات بسبب العدوى المكتسبة من المستشفيات والإصابات المرتبطة بالرعاية الصحية، وعدم توفر الكفاءات المناسبة لسد احتياجات سوق العمل الصحي خاصة فيما يتعلق بتقديم الخدمات الطبية والصحية والخدمات الصحية المساندة، بما يتسق مع التطور الملحوظ في النظام الصحي والممارسات الصحية والتقنية والاعتماد المتزايد على الكوادر الأجنبية في ظل تزايد المواطنين الباحثين عن العمل، وارتفاع سقف توقعات المستفيدين من النظام الصحي وتفاوت رضاهم عن الخدمات الصحية الحكومية، والازدياد المتسارع في تكلفة الرعاية الصحية مع انخفاض مستوى التمويل المقرر من قبل وزارة المالية، وانعدام الربط الإلكتروني الفعال بين القطاعات الصحية وخدمات الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات والصحة العامة المرتكز على دعم المخرجات على مستوى الممارسة الطبية الفردية والمجتمعية، وقصور التشريعات والأنظمة التي تضمن الشفافية والخصوصية في تبادل المعلومات الصحية.

الحلول المقترحة من قبل الوزارة

تتضمن الحلول: تحسين القيمة المحصلة من الخدمات الصحية، جودة النتائج والخبرة، والتكلفة وتحسين جودة وكفاءة الرعاية الصحية ونتائجها، وذلك بدعم استجابة النظام الصحي للاحتياجات والتوقعات الصحية للمجتمع السعودي وتعزيز التغطية الصحية الآمنة ذات الفعالية المبرهنة مع ضمان الاستدامة المالية والصحة الإلكترونية، وذلك من خلال الآتي:

01 تعزيز الجودة والسالمة:
 حوكمة القطاع الصحي لتعزيز المحاسبة والجودة والسلامة.
 وضع التشريعات والأنظمة وآليات التطبيق لدعم الجهات الرقابية والتنظيمية في السلامة والجودة.
 تعزيز الشفافية ورصد المعلومات وانتقالها بين جميع أصحاب المصالح وبناء البنية التحتية والتقنية الداعمة.
 تأهيل مقدمي الخدمات والمنشآت للالتزام بالمعايير الوطنية والعالمية في الجودة والسلامة
 تطوير ثقافة الجودة وسلامة المرضى ومهارة مقدمي الرعاية الصحية
 ربط سلامة المرضى والممارسين بالحوافز.
 دعم الدراسات المتعلقة بسلامة المرضى.

02 في مجال الموارد البشرية:
 دراسة احتياجات سوق العمل من المهارات الصحية والطبية لتقديم برامج تدريبية وأكاديمية، تقوم على تأهيل الكفاءات الوطنية ذات الجودة العالية محليا من خلال:
 توسيع التدريب والتطوير المحليين والدوليين.
 افتتاح وإعادة التأهيل والتطوير للمراكز التدريبية للممارسين الطبيين.
 تطوير المناهج الدراسية الأكاديمية والتدريبية الطبية والصحية لضمان الجودة والمخرجات والكفايات بما يتسق مع الاحتياجات.
 زيادة جاذبية التخصصات الطبية والصحية ذات الأثر والاحتياج العالي والملح.
 التنسيق بين وزارة الصحة ووزارة التعليم والهيئة السعودية للتخصصات الصحية لتغطية الاحتياج من التخصصات والدرجات العلمية.
 عقد اتفاقيات وشراكات مع الجامعات والمعاهد العالمية المتميزة لقبول الأطباء في البرامج السريرية التي تحتاج إليها الوزارة.

03 في مجال رضا المستفيدين:
ضرورة تقييم تجربة ورضا الأفراد والمجتمع عن الخدمات الصحية المقدمة لهم من خلال عدة محاور، مثل توفير الخدمة في الوقت والمكان المناسبين، والمعاملة الإنسانية التي تتمحور حول احتياجات المريض ومعاملته بكرامة، والتواصل معه بمهنية وإشراكه في القرارات والمحافظة على الخصوصية والسرية والاستقلالية، وتوفير الخيارات مع توفير البيئة المناسبة في المرافق الصحية.
04 في مجال تسارع ارتفاع تكلفة الرعاية الصحية:
الاستدامة في نفقات الرعاية الصحية العامة والخاصة، حيث تهدف هذه الركيزة إلى تعزيز ثقة المواطن بالحصول على خدمات متكاملة ذات جودة عالية بشكل يضمن الاستدامة على المدى البعيد من خلال الآتي:
 الاستغلال الأمثل للموارد ومنع الهدر
 الشفافية ومتابعة تحديد التمويل المالي الملائم للمرحلة القادمة
 تمكين المواطنين من الاشتراك في تأمين صحي مناسب يتيح لهم الحصول على الخدمة في القطاعين العام والخاص.

05 في مجال الصحة الإلكترونية:
الاستمرار في بناء البنية التحتية لنظم الصحة الإلكترونية الفعالة على مستويات الرعاية الصحية الأولية والمجتمعية وفي المستشفيات والمراكز المتخصصة وخلق التشريعات والأنظمة الداعمة.

متطلبات السلامة

كشف تقرير حديث أصدره المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية «سباهي» أن 44 % من مستشفيات المملكة في جميع القطاعات تقع ضمن «المنطقة الحمراء» (خطر عالي، خطر وشيك)، وذلك لعدم تمكنها من الإيفاء بـ6 معايير فأكثر من 20 معيارا أساسياً لسلامة المرضى يفرضها برنامج المتطلبات الأساسية لسلامة المرضى (أمان) للعام 2018، في وقت بلغت نسبة مستشفيات وزارة الصحة الواقعة ضمن المنطقة الحمراء 44 % من إجمالي مستشفيات الوزارة.

نتائج تقييم 466 مستشفى في المملكة حسب مستوى الخطر خلال 2018

عالية جدا / خطر وشيك 163 مستشفى 34.9 %
معتدلة إلى عالية المخاطر 164 مستشفى 35.1 %
خطر قليل 140 مستشفى 30 %

نتائج تقييم مستشفيات المملكة بحسب القطاع بحسب تقرير»سباهي» 2018

مستشفيات وزارة الصحة
عالية جدا / خطر وشيك 122 مستشفى 44 %
معتدلة إلى عالية المخاطر 105 مستشفى 38 %
خطر قليل 51 مستشفى 18 %
مستشفيات القطاع الخاص
عالية جدا / خطر وشيك 12 مستشفى 27 %
معتدلة إلى عالية المخاطر 14 مستشفى 32 %
خطر قليل 18 مستشفى 41 %
مستشفيات القطاع الحكومي الغير تابع لوزارة الصحة
عالية جدا / خطر وشيك 29 مستشفى 20 %
معتدلة إلى عالية المخاطر 45 مستشفى 31 %
خطر قليل 71 مستشفى 49 %