فيما وضع ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، أمس، حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة «SPARK»، أكد خبراء اقتصاديون لـ«الوطن» أن الخطوة ستسهم بحلول عام 2035 في عوائد بأكثر من 22.5 مليار ريال بالناتج المحلي، وتوطين أكثر من 350 منشأة صناعية وخدمية جديدة، وذلك تماشيا مع رؤية 2030.
المجالات المستهدفة
التنقيب والإنتاج والتكرير
الطاقة الكهربائية التقليدية
خدمات حفر الآبار وأجهزة الحفر
البتروكيماويات
من الأهداف
تلبية احتياجات السوق الخليجية والعالمية
جذب الاستثمارات عبر توطين سلسلة الإمداد
تصدير 30% من الإنتاج للأسواق العالمية
وضع ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، أمس، حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) في المنطقة الشرقية، والتي ستكون مركزًا عالميًا للطاقة والصناعة والتقنية على أرض مساحتها 50 كلم، وستكتمل المرحلة الأولى من أعمال إنشاء مدينة الملك سلمان للطاقة عام 2021.
بنية تحتية
تقع المدينة بين حاضرتي الدمام والأحساء في المنطقة الشرقية، وتغطي مساحة المرحلة الأولى منها 12 كلم وتنتهي أعمال تطويرها بالكامل في 2021 باستثمارات تبلغ نحو ستة مليارات ريال، وتتولى شركة أرامكو السعودية تطوير البنية التحتية للمدينة وتشغيلها وإدارتها وصيانتها، بالشراكة مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن». ومن المقرر أن يتم تطوير المدينة خلال 3 مراحل على مساحة إجمالية تبلغ 50 كلم.
منافسة عالمية
أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد الفالح، أن مشروع المدينة يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً إقليمياً وعالمياً للطاقة، من خلال تنمية قطاع صناعاتٍ وخدماتٍ سعودي تنافسي، على مستوى عالميٍ، ومساندة مبادرات المملكة الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتوفير فرص العمل لأبناء الوطن، وتعزيز دور القطاع الخاص والاستثمارات الدولية في الاقتصاد الوطني؛ مع الإسهام بشكل فاعل وكبير في تشجيع تطوير وتنمية المؤسسات السعودية الصغيرة والمتوسطة التي ستُسهم في قطاع الطاقة؛ بالإضافة إلى تعزيز موثوقية أرامكو السعودية، التي كُلفت بإنجاز هذا المشروع، ودعم جهودها لهيكلة التكاليف من خلال تطوير وتعزيز سلسلة الإمداد فيها.
مركز عالمي للتصنيع
قال الفالح: «نسعى لأن تُصبح مدينة الملك سلمان للطاقة، مركزًا عالميًا للتصنيع والخدمات المرتبطة بالطاقة، ومنها أعمال التنقيب والإنتاج، وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق، وإنتاج البتروكيماويات من الزيت والغاز الطبيعي، وإنتاج الطاقة الكهربائية ونقلها وتوزيعها، وإنتاج المياه وتوزيعها ومعالجتها، والتعامل مع مياه الصرف الصحي ومعالجتها».
12 اتفاقية ومذكرة تفاهم
بدأت أولى ثمار الاستثمار في المدينة بتوقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتأجير أراضي وبناء شراكات استثمارية بالمدينة بقيمة تقدر بنحو مليار ومائتي مليون ريال سعودي، وذلك بين أرامكو السعودية ومجلس إدارة المدينة وبعض الشركات العالمية والمحلية، ومنها شلمبرجير، وهالبيرتون، وبيكر هيوز إحدى شركات جنرال إلكترك وغيرها من الشركات العالمية، والشركة السعودية لتقنية المعلومات ومجموعة الرشيد و (أو إس سي) وغيرها من الشركات المحلية، وهي شراكات في عدة مشاريع لأعمال مواد إنجاز الآبار والمناخل لأجهزة الحفر البرية وحواجز العزل لإنجاز الآبار، وخدمات حقول النفط الخاصة بقاع البئر، وخدمات حقول النفط الخاصة بالضخ بفعل الضغط وقاع البئر وإنجاز الآبار، وتأسيس شركة للاستثمار في تقنية المعلومات والاتصالات، ومشروع مشترك للأمن السيبراني وغيرها.
بوابة رئيسة
قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: «ستبدأ مدينة الملك سلمان للطاقة حقبة جديدة من النمو لواحد من القطاعات المزدهرة في المملكة. وستكون بمثابة بوابة رئيسة لاقتصادات المنطقة مع استمرار الدور العالمي الرائد لأرامكو السعودية في صناعة الطاقة. ونحن نتطلع إلى التعاون مع شركائنا الرئيسيين في المدينة لانتهاز الفرص التجارية للمستثمرين الدوليين وشركات القطاع الخاص في المملكة. ونعمل معًا على بناء مركز عالمي للطاقة يعمل على تسريع إيجاد الحلول على جميع مستويات سلسلة القيمة في مجال الطاقة للمستقبل».
22 بليونا للناتج المحلي
يتوقع أن تسهم المدينة ينحو 22 بليون ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وأن توفر ما يصل إلى 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ويدعم مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد، الذي يُعرف اختصاراً باسم برنامج «اكتفاء»، الذي كانت أرامكو السعودية قد أطلقته في ديسمبر عام 2015م، بهدف الاستفادة من العلاقة بينها وبين المُصنعين، والموردين، ومقدمي الخدمات، لتعزيز أهداف الشركة ورفع مستوى المحتوى المحلي إلى نحو 70% مع نهاية عام 2021م.
120 استثمارا
تستهدف المدينة لدى اكتمال مرحلتها الأولى جذب ما يزيد على 120 استثماراً، حيث تضم (سبارك) 5 مناطق رئيسة، أولاها صناعية تركز على التصنيع العام، والكهربائيات والمعدات، والسوائل والكيميائيات، وتشكيل المعادن، والخدمات الصناعية، ومنطقة الميناء الجاف، وطاقتها ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنويًا، ومنطقة لأعمال أرامكو السعودية الخاصة بالحفر وصيانة الآبار، ومنطقة متخصصة بأعمال التدريب وتتسع لعشرة مراكز تدريب تستهدف رفع مهارات وبناء قدرات الكوادر الوطنية السعودية، وأخيرًا منطقة سكنية وتجارية وترفيهية.
اقتصاد مستدام
يتوقع أن تحقق مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، عند تطويرها بالكامل بحلول عام 2035، فوائد اقتصادية مستدامة لصالح المملكة، ويشمل ذلك: دعم وزيادة أمن إمدادات الطاقة وتوفيرها بأسعار تنافسية، وخفض تكاليف المنتجات والخدمات التشغيلية المساندة والمرتبطة بقطاع الطاقة، وسرعة استجابة الصناعات والخدمات المساندة المحلية لاحتياجات الشركة التشغيلية والتطويرية الملحة.
كما يُتوقع أن تحقق المدينة أثرا اقتصاديا وطنيا على المدى البعيد، يشمل ذلك توفير 10 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وإضافة 22.5 مليار ريال للناتج المحلي الإجمالي سنويًا، وتوطين نحو 350 منشأة صناعية وخدمية جديدة، وخلق قاعدة صناعية تساعد على الابتكار والتطوير والمنافسة العالمية.
بدأت أعمال الإنشاءات لإعداد موقع المشروع في سبتمبر 2017، حيث تم إنجاز أكثر من نصف أعمال التصميمات الهندسية لكامل المشروع، فيما يتم تخصيص الأراضي للمستثمرين في الربع الثالث من العام الجاري، على أن تنتهي الأعمال الإنشائية لكامل المرحلة الأولى في عام 2021.
وبتوفر بنية تحتية لاستقطاب المستثمرين وجذبهم عبر ترتيبات معدة بعناية تامة، ستُسهم مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) في تنمية الصناعات والخدمات المرتبطة بمجال الطاقة في المنطقة وفي إفريقيا وآسيا وأوروبا. وستكون المدينة قاعدة صناعية تساعد على الابتكار والتطوير وتنمية قدرات شبابنا وشاباتنا المؤهلين المدرَبين والمتعلمين.
تميز أرامكو
مازالت أرامكو السعودية مستمرة في تميزها بمشاريعها التنموية والمجتمعية منذ إنشاء أحياء أرامكو «النموذجية» قبل نحو 70 عاماً والتي عرف عنها بمخططات ذات جودة عالية من حيث تهيئة البيئة وتوزيع المنازل وتوفير كافة الخدمات ووسائل السلامة، بالإضافة إلى إنشاء مقار تعليمية متطورة ومهيئة بكافة أنواع الأدوات التعليمية الحديثة.
ودأبت أرامكو السعودية قبل 70 عاما في تغيير الوجه الحضاري والاقتصادي في المملكة وإحداث نقلة نوعية على المستوى الاجتماعي وفق معايير تراعي جودة نمط الحياة عبر إنشاء أحياء سكنية ومخططات منح مجانية، إلى جانب الحرص على متانة البنية التحتية لهذه المخططات، وملامسة نتائج هذا التخطيط الاستراتيجي حتى يومنا هذا، حيث ماتزال تلك الأحياء هي الأكثر نموذجية وتطورا.
مبادرات مختلفة
تقوم أرامكو السعودية بتقديم الدعم لكافة المجالات عبر إطلاق عدة مبادرات سيكون لها أثر تراكمي إيجابي على تطوير إمكانات وقدرات المواطنين في مجالات عديدة مختلفة تمكنهم من الإسهام في تنمية الاقتصاد الوطني، حيث شملت المشاريع والمبادرات المختلفة التي أطلقتها الشركة في أنحاء المملكة، زراعة شتلات الزيتون في الجوف، وإنتاج القهوة في جازان، ودعم الصيادين في ينبع، ودعم الحرف اليدوية وصناعة الهدايا التذكارية في مكة المكرمة والعديد من المشاريع المختلفة الأخرى.
تنويع مصادر الدخل
أكد خبراء اقتصاديون أن هذه الخطوة حيوية لتنويع مصادر الدخل الوطني، وتجسيدا للنقلة الاقتصادية والتنموية التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات وعلى مستوى كافة الأصعدة، مشيرين إلى أن الإصلاحات والتطورات المتسارعة التي تشهدها المملكة جعلتها من الدول الـ20، ما يؤكد قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ضمن أقوى دول العالم.
SPARK
المنطقة الصناعية
تُسهم في تطوير منظومة القيم المتكاملة لمنتجات وخدمات الطاقة. وستركز المناطق المتخصصة على التصنيع العام، والكهربائيات والمعدات، والسوائل والكيميائيات، وتشكيل المعادن، والخدمات الصناعية.
الميناء الجاف
عبارة عن منطقة خدمات لوجستية حديثة تتميز بدرجة عالية من الأتمتة، مع منطقة للجمارك يمكن ربطها بسكة الحديد الخليجية في المستقبل. وستصل طاقة الميناء الاستيعابية إلى ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنويًا.
منطقة الأعمال
تضم مقر أرامكو السعودية الرئيس لأعمال الحفر وصيانة الآبار، وعقارات تجارية تحتوي على مساحات مكتبية، ومطاعم، ومحال تجارية.
منطقة التدريب
صممت لتستوعب عشرة مراكز تدريبية متخصصة في قطاع الطاقة لتدريب وتطوير الكوادر الوطنية، وتلبية احتياجات المستثمرين في المنطقة.
المنطقة السكنية والتجارية
تضم مجمعات سكنية، ووحدات فندقية، ومركزًا صحيًا، ومدارس، ومرافق ترفيهية.