من المؤسف أن يصل الحال بالأمم المتحدة إلى الضعف والهوان أمام ميليشيا لا تمثل إلا نسبة قليلة من المجتمع اليمني الكبير بأطيافه المتنوعة على الأصعدة كافة، سيما أن الأمم المتحدة والدول التي تنادي بإيقاف الحرب تعي جيدا أن معاناة اليمنيين في الداخل والخارج من المجاعة والتغريب، سببها الحوثي وحركته الانفصالية، التي لو أيقنت بجدية المجتمع الدولي والضغط عليها بالانصياع لقرارات المجتمع الدولي، وعودة الحكومة الشرعية لفرض سيطرتها على أراضي اليمن كافة، لاستجابت فورا، وسلمت كل ما تحت أيديها، من أسلحة بأحجامها وأنواعها كافة، رغم يقيني أن كل من يحارب إلى جانبهم من الجيش السابق والمواطنين الذين اقتادوهم بقوة السلاح والوعيد إلى الجبهات، يتمنون هزيمة تلك الميليشيا الضالة في أقرب وقت.
ويتساءل كثيرون عن سبب ضعف الأمم المتحدة التي من المفترض أن تكون أكثر حيادية وجدية ونزاهة، وفرض الأمر الواقع، بدلا من دعواتها المتكررة إلى إيقاف الحرب عندما يوشك التحالف والجيش اليمني على إنهاء ذلك التمرد الحوثي، وتطهير اليمن من براثنهم، والمطالبة بالعودة إلى المفاوضات، رغم علم المبعوث الأممي أن تلك الفئة الضالة المعتدية، لا يمكن أن تجنح للسلم، أو تفي بوعودها، بل تقوم بترتيب وإعادة قواها بعد ضعفها، نعم نحن جميعا مع إنهاء الحرب، ولكن على الأسس والمرتكزات التي أقرها المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة، وليس كما يرغب الحوثيون، خصوصا بعد التصريحات الصادرة عن بعض دول الغرب، بإمكانية تسليم ميناء الحديدة لجهة محايدة، وهو ما يتوافق ورغبة الحوثي، وإن تم ذلك فما هو دور الحكومة الشرعية؟ بل يعتبر تدخلا في شؤونها الداخلية وتقييدا لصلاحياتها، وكون المفاوضات التي يعد لها حاليا في السويد على الأبواب، فإنني أعلم يقينا أن مآلها الفشل نتيجة التعنت الحوثي كعادته.
وعلى ضوء ما تقدم فاستنتاجنا، عن تلك التحركات الأممية لن يخرج عن أمرين:
1- إما أن هناك توجها لإبقاء تلك الفئة الضالة، وعدم الرغبة في القضاء عليها، لأهداف سياسية لا تخفى على أحد، واستمرار الدول المنتجة للأسلحة في تصدير أسلحتها نتيجة إطالة أمد الحرب.
2- إن هذه قدرة الأمم المتحدة، والدليل تغيير مبعوثيها إلى اليمن، ثلاث مرات خلال الفترة المنصرمة، ولو أنني أرجح الاستنتاج الأول.
ما يتوجب على التحالف والجيش اليمني مواصلة خططها، وتطهير اليمن من تلك الطغمة البائسة التي لم تجلب للبلاد إلا الفقر والجوع والخرافات الدينية التي نشاهدها كل يوم، تقليدا لأسيادهم ملالي طهران.. وسنرى قريبا يمن الحكمة والإيمان في ركب دول المنطقة المتقدمة بعيدا عن كل ما يعرقل مسيرته من قبل تلك الزمرة الفاسدة.