جدة : منال الجعيد

كشف الأخصائي النفسي فهد العريدي لـ»الوطن» عن 8 أسباب للصمت الاختياري عند الأطفال، منها: تعرض الطفل لإساءة جسدية في سنوات عمره الأولى، موضحا بأن الصمت الاختياري عبارة عن اضطراب قلق يمنع الطفل من النطق في أوضاع اجتماعية معينة، منها الحصص الدراسية والأماكن العامة، غير أنه يكون قادرا على التحدث بحرية أمام أفراد عائلته وأصدقائه، عندما لا يكون هناك أحد آخر يسمعه.

رهاب الكلام

أضاف العريدي: قد يبدأ الصمت بشكل متدرج أو مفاجئ عند تعرض الطفل لضغط نفسي أو حدث مزعج، وتتراوح السن التي يبدأ فيها الصمت الاختياري بين سن الرابعة والثامنة.
ومعظم الأطفال المصابين بالصمت الاختياري يتجاوزون هذه الحالة مع الوقت والدعم والعلاج، ويصبح بعض الأطفال مع مرور الأوقات قادرين على توقع الأوقات التي يفقدون خلالها القدرة على الكلام، ويعملون ما بوسعهم لتفاديها.

الذكاء العملي

ذكر العريدي، أن الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري بالسلبية والخضوع من الآخرين، ويغلب عليهم القلق النفسي تكون نسبة ذكائهم العملي تصل إلى 85 %.
 

اضطرابات مصاحبة

أشار الأخصائي فهد إلى بعض الاضطرابات النفسية المصاحبة للصمت الاختياري كحالة القلق الشديد، عند ابتعاد ذوي الطفل عنه، ورفض الذهاب للمدرسة، وكذلك العصبية الزائدة والعناد، مؤكدا أن معظم الأطفال المصابين بالصمت الاختياري يبقون صامتين تماما في حالة مواجهتهم ضغوطا نفسية معينة، ولكن البعض قد يهمس بالكلام أو ينطق كلمات محدودة جدا، بينما يتكلمون وبطلاقة في أوضاع اجتماعية أخرى لا يواجهون فيها أي نوع من الضغط النفسي.
ولا يجب تفسير حالة الطفل على أنها تأخر في نمو مهارات اللغة والكلام، أو صعوبة في معالجة المعلومات السمعية أو غيرها من اضطرابات النطق، واللغة التي قد تتشابه مع أعراض الصمت الاختياري.

 

سمات طفل الصمت الاختياري

حول السمات التي يعرف بها طفل الصمت الاختياري، أبان العريدي بأنهم يتسمون بعدم القدرة على التواصل البصري، والعصبية، والشعور بعدم الاستقرار، والخجل والانسحابية الاجتماعية المفرطة خوفا أن يتكلم أمام الآخرين، والعناد والعنف مع الإصابة بنوبات من الغضب عند العودة من المدرسة، والتجمد وعدم إظهار التعبيرات، وقال: هناك من الأطفال المصابين بالصمت الاختياري من يستعملون الإماءات أو الإشارات والنظرات، وهناك من ينطقون بكلمات محدودة أو يهمسون همسا منخفضا، وأيضا هناك درجة أخرى أكثر شدة وهي الصمت التام، وغالبا يكون الصمت الاختياري بسبب الأم ذات الأوامر.
 

التدخل العلاجي

يتوقف التدخل العلاجي على مستوى شدة الأعراض، ويتطلب توفر نوع من التعاون بين اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة واختصاصي علم النفس الإكلينيكي، لتقديم برنامج العلاج السلوكي.
ودور العلاج الدوائي وارد لبعض الحالات، ويتم اللجوء إليه ووصفه من قبل اختصاصي الطب النفسي عند الأطفال، وهو ما يكون في الغالب عند فئة الأطفال الأكبر سنا، الذين خضعوا لبرنامج علاج سلوكي من قبل، ولكن لم يتم تحقيق النجاحات المرجوة.
 

علاج فعال

من الضروري أن يستهدف العلاج البيئة والأشخاص المحيطين بالطفل حتى يكون فعالا، وبالأخص الوالدان والمعلمون، ويجب تشجيع المعلم على أن يلعب مع الطفل في بداية البرنامج العلاجي بشكل منفرد، لدعم العلاقة بينه وبين الطفل وتشجيعه على الاستجابة اللفظية، مع مراعاة توجيه المعلم بأن يتجنب استخدام الأسئلة التي تكون إجاباتها بنعم أو لا، مثلا بدلا من سؤال الطفل هل تحب اللعب بالقطارات؟ يكون السؤال بماذا تحب أن تلعب؟ أو هل تحب اللعب بالسيارات أو التلوين؟  كما يجب توجيه المعلم بالبدء في تطبيق استراتيجية الانتظار، حيث ينتظر المعلم فترة لا تقل عن خمس ثوان، بعد طرحه للسؤال على الطفل، مع مراعاة المحافظة على التواصل البصري خلال فترة الانتظار، لمساعدة الطفل على الاستجابة اللفظية وتشجيعه عليها داخل البيئة المدرسية.

 

 

 

أسباب الصمت الاختياري

 تعرض الطفل لإساءة جسدية في سنوات عمره الأولى

 سيطرة الأم أو حمايتها الزائدة أو انفصاله عن الأم

الأزمات والصدمات والصراعات النفسية كفقد أحد الوالدين أو الأقارب

الخوف والقلق لدى الطفل

الخلافات الأسرية.

البيئة الجديدة

الاعتمادية على الآخرين وانعدام الاستقلالية
 

 تشجيع الأهل للصمت وعدم الكلام كنوع من الأدب الاجتماعي