طالب مختص في أمن المعلومات بتكوين قوة عسكرية إلكترونية لصد أي هجمات سيبرانية تتعرض لها المملكة، مع تأكيد دراسات حديثة على أن تكلفة خسائر هذه الهجمات قد تبلغ 30 مليار ريال في 2020، كاشفاً عن نقص حاد في الكوادر المتخصصة في مجال أمن المعلومات على مستوى دول العالم، ومنها المملكة، مشيدا بما تم خلال الفترة الأخيرة لتوفير كوادر وطنية مؤهلة كإنشاء كلية الأمير محمد بن سلمان للأمن السيبراني، إضافة للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز.
أكبر مهدد للعالم
أكد المشرف على قسم أمن المعلومات بجامعة الملك خالد، فراس إبراهيم شحبي، في أمسية نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها تحت عنوان «أهمية الأمن السيبراني في تحقيق الرؤية الوطنية»، ضرورة توسع الجامعات في تأسيس كليات تختص بأمن المعلومات لوقف اختراقات تستهدف العقل البشري ولا يمكن صدها الإ بوعي المستهدف مثل ما حدث في 2016، أثناء الانتخابات الأميركية.
تطرق شحبي في ورقته التي أدارت النقاش حولها رئيسة مركز وحدة أبحاث أمن المعلومات ومكافحة الجرائم المعلوماتية بجامعة الملك خالد، الدكتورة سارة هاني أبوغزالة، لمفهوم الأمن السيبراني وأهميته، مشيرا إلى الجدل والتباين حول تعريف الفضاء السيبراني، وقال: «أقرب تعريف له هو أنه الفضاء الذي تخزن فيه البيانات الرقمية ويتم من خلاله الوصول لهذه البيانات عبر شبكات الحاسوب».
وأضاف: وجود الإنترنت أنتج الفضاء السيبراني، وهو غير خاضع لأي معاهدات دولية، ورغم وجود قائمة موحدة للإخطار، فإنه في 2007 لم يكن هناك تخوف من الهجمات السيبرانية حتى أصبحت في 2013م أكبر مهدد للعالم، وهو أكدته وزارة الدفاع الألمانية بأن لاشىء يهدد السلام العالمي والاستقرار البشري أكثر من التهديدات السيبرانية، مشيراً إلى صدور مذكرة من البنتاجون للبيت الأبيض تطالب باستخدام السلاح النووي كقوة ردع لهذه التهديدات، حيث أصبح أي هجوم سيبراني على دولة ما في العالم بمثابة الهجوم العسكري الذي يستوجب الرد، ولذلك كانت الحاجة للأمن السيبراني حاجة دفاعية عن الذات والمنجزات الوطنية.
برامج تجسس
بين شحبي أن للجرائم السيبرانية دوافع متنوعة تأتي في مقدمتها الحاجة المالية ثم النفسية والسياسية، مستشهداً بما حدث في 2013، حيث كانت بداية اختراق وسرقة بيانات 40 مليون بطاقة من شركة تارقت، وكذلك بنك مسقط إضافة لعملية الاختراق المسماة بيق هاك big hack، وما تم اكتشافه مطلع أكتوبر الجاري من اختراق شركة صينية أنظمة أبل وجهات سيادية أمريكية عبر شريحة صغيرة جداً ركبت في أجهزة صنعت لديها.
وحذر شحبي من خطر الاختراقات الإلكترونية للجهات الحكومية والشركات الخاصة، مبينا أن بعض الشركات العالمية لم تدرك أنها مخترقة عن طريق برامج تجسس إلا بعد سنوات من بداية الاختراق، وبالتالي كانت بياناتها المفترض أنها سرية في متناول المنافسين لها.
مجموعات منظمة
أبان شحبي أن التقديرات الدولية لحجم الإنفاق على سوق الأمن السيبراني في العالم ستصل في الفترة من 2017 إلى 2022 م إلى أكثر من ألف مليار دولار، وسيتم ضخها على الوظائف والعاملين في التقنيات الحديثة وشراء برامج الحماية. وعن مفهوم الجرائم الإلكترونية أو السيبرانية، أكد شحبي أنها تعيش في أوج مجدها، حيث لم تعد مجرد أفراد «هكر» بل تحولت إلى مجموعات منظمة ومدربة تدريبا عاليا لخدمة أهداف معينة، وفي مقدمتها الأهداف السياسية.
مداخلات
بين وكيل جامعة الملك خالد للدراسات العليا والبحث العلمي، الدكتور سعد العمري، أن الأمن السيبراني أصبح أولوية وتعمل الجامعة على السير مع رؤية 2030 عبر وضع مناهج حول ذلك في كلية الحاسب الآلي، مضيفا أن الجميع سيكون مستهدفا من أفراد ومؤسسات، ما يتطلب وضع خطط توعوية وعملية للحماية، مشيراً إلى تحويل وحدة أمن أبحاث أمن المعلومات ومكافحة الجرائم المعلوماتية بالجامعة إلى مركز متخصص سيكون له دور متميز. أشار المتحدث الرسمي لشرطة منطقة عسير الرائد زيد الدباش إلى أهمية التوعية بالأمن السيبراني وقال: «بحكم عملي الأمني أتحدث من ناحية جنائية، فالبصمة السيبرانية توازي البصمة المادية التي يتركها المجرم في مسرح الجريمة، فلذلك علاقة بعلمي الاجتماع والنفس، حيث يبرز الشخص الخفي المختلف عن الواقع المعروف لكل شخصية.
أبرز الهجمات السيبرانية عالميا
ماحدث في 2016 أثناء الانتخابات الأمريكية.
اختراق وسرقة بيانات40 مليون بطاقة من شركة تارجت 2013
هجمات على بنك مسقط
عملية الاختراق المسماة big hack
اختراق شركة صينية أنظمة أبل وجهات سيادية أميركية عبر شريحة صغيرة 2018
تحذيرات
وزارة الدفاع الألمانية: لا شىء يهدد السلام العالمي والاستقرار البشري أكثر من التهديدات السيبرانية
البنتاجون: أصدر مذكرة للبيت الأبيض يطالب باستخدام السلاح النووي كقوة ردع لهذه التهديدات
أي هجوم سيبراني على دولة ما في العالم بمثابة الهجوم العسكري الذي يستوجب الرد
الفضاء السيبراني
فضاء تخزن فيه البيانات الرقمية يتم الوصول إليها عبر شبكات الحاسوب
غير خاضع لأي معاهدات دولية ورغم وجود قائمة موحدة
لم يكن هناك تخوف من الهجمات السيبرانية حتى أصبحت في 2013 أكبر مهدد للعالم
أبرز دوافع الجرائم السيبرانية
* الحاجة المالية
* النفسية
* السياسية