سمية مؤذنة

قد عشنا الحزن وشعرنا بالألم والبؤس والعجز، وعرفنا أنه شعور عاطفي سلبي لا بد منه إثر الخسارات والفقد والمواقف المحزنة.
هل تريد معي التغلب على الحزن؟
هناك بعض الأساليب الصحيحة للتخلص من الحزن:
1/ طرق التغلب على لحظات الحزن الأولى:
أولا: البكاء:
كتب شيكسبير: «أن تبكي هو أن تخفف من عمق الأحزان».
ويقول الكاتب الأميركي ليموني سنيكيت: «إذا لم تكن محظوطا جدا، فإنك تعرف أن جلسة طويلة وجيدة من البكاء يمكنها في الغالب أن تساعدك على الشعور بالراحة، حتى لو لم تتغير ظروفك قليلا».
كتب الشاعر الروماني أوفيد قائلا: «إنه أمر مريح أن تبكي؛ فالحزن «حينها» يمكن تهدئته، ويمكن للدموع أن تحمله بعيدا».
وكتب الفيلسوف اليوناني أرسطو أن البكاء «ينظف العقل».
الأدباء والفلاسفة على حق في أقوالهم، فكثير من العلماء يرى أن البكاء مفيد للصحة.
وأشارت بعض الدراسات إلى أن منع الدموع العاطفية من الانهمار، قد يسبب ارتفاعا في نسبة خطورة الإصابة بأمراض القلب والضغط، والمقاومون للبكاء أكثر عرضة لأمراض القولون وتقرحات المعدة.
وينصح علماءُ النفس الناسَ الذين يعانون من الحزن، بالتحدث والبكاء بدل التحكم في مشاعرهم، لأنه يساعد في التخفيف من حدة المواقف والتوترات النفسية.
إن الدموع العاطفية تحوي مستوى عاليا من هرمونات التوتر أكثر من الأنواع الأخرى من الدموع.
وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن البكاء قد يكون له تأثير مباشر ذاتي مهدئ على البشر. وأوضحت الدراسة كيف ينشط البكاء الجهاز العصبي السمبتاوي «PNS»، والذي يساعد الناس على الاسترخاء. يساعدنا البكاء في الحصول على دعم من الآخرين.
فهو وسيلة جذب انتباه نلاحظ أن الطفل يستخدمها كثيرا مع الأم والأب.
فهو سلوك تعلّق، يحشد الدعم من الناس حولنا، ويعرف بالمنفعة الشخصية أو الاجتماعية.
يساعد على تخفيف الألم، وقد وجدت الأبحاث أنه إضافة إلى كونه يهدأ ذاتيا، فإن ذرف الدموع العاطفية يطلق الأوكسيتوسين والاندورفين.
هذه المواد الكيميائية تجعل الناس يشعرون بالارتياح، ويمكنهم أيضا تخفيف الألم الجسدي والعاطفي.
بهذه الطريقة، يمكن أن يساعد البكاء على تخفيف الألم وتعزيز الشعور بالراحة.
يعزز المزاج، إضافة إلى تخفيف الألم، يمكن أن يساعد الأوكسيتوسين والإندورفين على تحسين المزاج. هذا هو السبب في أننا بعد البكاء غالبا نقول: «أشعر أنني بحالة جيدة».
البكاء لديه عدد من الفوائد الصحية، ولكن البكاء المتكرر قد يكون علامة على الاكتئاب، يستدعي التوجه إلى الطبيب.
نعود إلى أساليب التخلص من الحزن الذي كان البكاء أولها:
ثانيا: التمارين الرياضية، تساعد على إفراز هرمون الأندروفين، وكثير من المواد الكيميائية التي تساعد على محاربة الحزن.
ثالثا: ابتسم، الوجه العبوس يقلل من فرص القدرة على الولوج إلى السعادة، وهناك دراسة أن المبتسم أقرب إلى السعادة من العبوس.
رابعا: استمع لما يساعدك على الاسترخاء.
خامسا: خذ حمّاما دافئا.
ستنهي اللحظات الأولى والحزن ما زال في العمق، ولكنه أقل وقعا على النفس، وسنكمل الطرق الأخرى التي نحتاج اتباعها بعد اللحظات الأولى.
2/ طرق التغلب على الحزن في الأيام التالية:
• الإقرار بمشاعرك: كثير من الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يقمعون مشاعرهم السلبية معرضون أكثر لتكثيف هذه المشاعر. الأفضل الإقرار بمشاعرك دون محاكمة نفسك. وبدلا من التفكير أن الموضوع بسيط ولا يحتاج كل هذا الحزن تقبّل مشاعرك كما هي. هذا سيساعد على إدارة الأمور.
• صرف الانتباه عن الحزن: التفكير في الحزن يعوق التداوي منه، وتشتيت الانتباه يساعد على تخطي الحزن.
القيام بأمور مبهجة: التركيز على الهوايات والفنون، الاندماج مع الأصدقاء، التفاعل مع المقربين في مشاهدة الأفلام وشرب القهوة، وأي شيء يكون مُسلّيا لكم.