أكدت الدراسات أن الأطفال يستوعبون خلال مرحلة الطفولة العديد من الكلمات التي سوف تستخدم في حياتهم اللاحقة، ونصحت بأن يهتم الأهل بقراءة القصص للأطفال منذ الصغر، ومن هذا المنطلق كثرت المشاريع التطوعية التي تهتم بهذا الجانب في المملكة، مثل الأندية التي تعتمد على رواية القصص للصغار، والمكتبات الموجهة للطفل.
العناصر الجاذبة للطفل
قالت مؤسسة نادي «حكايات جدتي» وراوية القصص، غدير يماني، إن «القصص تنمي الخيال وبالتالي الإبداع، وتزيد المحتوى اللّغوي للطفل، ومن أدبيات القراءة أن يشارك الطفل في اختيار القصة بنفسه دون مساعدة الأهل، وأن يكون الكتاب بنوع ورق معين مناسب للفئات العمرية المختلفة، وأن يكون العنوان جذابا من ناحية الغلاف والرسومات والإخراج الداخلي».
وأضافت أن «من المهم اختيار المحتوى المناسب للطفل، حيث تقسم القصص حسب الفئات العمرية، فمثلا الأطفال أقل من 12 سنة تحتوي القصص الموجهة لهم على رسومات وكلمات وجمل مناسبة، بعد ذلك تأتي طريقة عرض الكتاب، سواء في المكتبات التجارية أو العامة أو حتى في مكتبات المدرسة، فلابد أن يتم العرض بطريقة جاذبة وممتعة للطفل».
الوقت المناسب
بينت يماني أن «من المهم اختيار الوقت المناسب لسرد القصص على الطفل، بحيث يكون على استعداد تام للاستماع، ومن جهة أخرى أن يكون الوقت مناسبا بالنسبة لنا، وأن نكون مستعدين لروايتها بشكل متكامل، لذلك على الأهل أو الرواة قراءة القصة قبل السرد لمعرفة تفاصيلها والشخصيات الموجودة بها، ومن الممكن تقديم جزء تمثيلي بالصوت ليكون سرد القصة ممتعا»، مشيرة إلى أن سرد قصص فترة ما قبل النوم مفيد للطفل.
ونوهت بوجود نقص قي الكتب العربية المخصصة للفئات العمرية الصغيرة مما قبل السنة إلى 3 سنوات، داعية إلى العمل على سد هذا النقص، لوقف الاحتياج إلى ترجمة الكتب الأجنبية.
تطبيقات قصصية
أفادت مؤسسة نادي «حكايات جدتي» بأن «الأطفال المتعلقين بالأجهزة الإلكترونية ندخل لهم البرامج والتطبيقات التي تحتوي على قصص والتي يتميز بعضها بإخراج جميل وطريقة جاذبة في العرض، والبعض الآخر يتيح التسجيل الصوتي ليقوم الطفل بتلاوة القصة بنفسه، وبعد ذلك نجذب الصغير لاقتناء القصة والكتاب وحضور معارض الكتب التي لها تأثير كبير على الطفل، حيث يساعد تنوع الكتب فيها على الانجذاب للقراءة».
وأضافت أنها تحرص في البداية على أن تسمع من الأطفال قبل أن يستمعوا لها، وتجذبهم لقراءة الكتب باستمتاع، وترك الأجهزة الإلكترونية التي أبعدتهم عن التفاعل مع العالم من حولهم.
تنويع وسائل القراءة
أوضحت رائدة الأعمال، وصاحبة أول مكتبة موجهة للأطفال بالمنطقة الشرقية أفنان الجفري، أن «من الضروري تنويع طرق العرض كالكتب والأجهزة الإلكترونية، لأن ذلك يشجع الطفل على حب القراءة»، مشيرة إلى أن الأجهزة لها إيجابيات، ولكن سلبياتها أكثر، لذلك تظل وسيلة مساعدة، أما الكتاب فهو الأساس في رقي المجتمعات.
وأكدت أن «الطفل يمكن أن يتعود على حب القراءة بتحفيز الأهل بأخذه إلى المكتبة في سن مبكرة، وقراءة القصص له بشكل ممتع وجذّاب، واستشعار فرحه عند قراءة القصة».
نقص المحتوى العربي
أفادت الجفري بأن «المحتوى العربي ناقصاً من جوانب متعددة، منها جانب العرض والذي يحفز الأطفال على القراءة، وأيضا هناك نقص في المحتوى نفسه من ناحية إيصال المعلومة بطريقة تناسب خيال الطفل وأسلوبه، وكذلك افتقار الوسائل التعليمية».
غدير يماني
مؤسسة نادي حكايات جدتي
راوية قصص
قرأت لأكثر من 6 آلاف طفل من 15 جنسيّة خلال 7 سنوات.
تروي القصص باللغة العربية والإنجليزية بطريقة تفاعلية.
تشارك في المراكز والمدارس والفعاليات والمهرجانات من خلال ركن خاص برواية القصص للأطفال.
أفنان الجفري
صاحبة مشروع أول مكتبة تفاعلية للأطفال بالمنطقة الشرقية.
تقرأ على الأطفال الكتب متعددة اللغات.
تهتم بالأطفال من الناحية النفسية والعقلية والجسدية وتنمية مهاراتهم.
تهتم بالأنشطة الحركية من خلال مسرح الطفل بتمثيل جزء من قصة في كتاب.