ما الذي أدراكم أن المجنون الآن يعيش حياة 'الشقاء'؟!
ما الذي أدراكم أن المجنون الآن يعيش حياة الشقاء؟!
أخبرنا أبو الطيب المتنبي منذ زمن أن:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ!
ولقد رأى كاتب هذه السطور الكثير من المجانين المرتاحين، الذين يعيشون بحبوحة من اللاوعي، والغرق في السديم الغامض الذي لا نعلم على نحوٍ أكيد ماهيته، وقد أحسن المؤرخ والمفكر الفرنسي ميشيل فوكو حين قال في كتابه: تاريخ الجنون إننا لا يمكن أن نعرف جيداً الحالة التي يعيش فيها المجنون ما لم ندخل حالته الجنونية.
ومع إخواننا الرقاة بخيزراناتهم الطويلة والرقيقة يذيقون أولئك المجانين بأسواطهم عذابات شديدة إلا أنني أحب أن أدافع عنهم كما دافعت عنهم من قبل أثناء حادثة مستشفى شهار منذ سنوات حينما انتهكت إنسانيتهم ممن يزعمون أنهم عقلاء!
لا يخلو إنسانٌ من مساحة من الجنون؛ أبو العقلانية والمنهج العلمي الفرنسي ديكارت كان يظنّ أن دجاجة تبقبق في بطنه، والكثير من العباقرة أصيبوا بمسحة من جنون. وهو ليس عيباً، والذين يملكون اليقين الصادم والحاد والواضح من العوام هم الذين ينجون من جنون القلق وعذابات الشك والأوهام. الحيارى هم عقلاء العالم، أما الذين يعيشون حالة اليقين المطبق، والجواب المطلق فهم الذين أسلموا عقولهم لكل ما تلقوه منذ الصغر، فانتهت بهم إلى الهامش!
مستشفى شهار يتحفنا دائماً بالأخبار. تقولالحياة أمس: إن المستشفى تبنى أخيراً، فكرة استئجار مزرعة طبية بمواصفات أمنية لدعم برامجه العلاجية لبعض نزيلات المستشفى وفق نصائح الأطباء لمن استقرت حالهن.
يضيف الخبر أن الفكرة تأتي:لتنظيم رحلات خارجية للمريضات وفق اجتهاد بعض الموظفات اللائي تبرعن بدفع أموال من حسابهن الخاص لاستئجار المزرعة لآثارها الإيجابية على صحة المريضات ووضعهن النفسي.
نائبة رئيسة التمريض في المستشفى مصلحة الثمالي قالت إن هناك: آراء متشددة تطرح فكرة التضييق على المرضى سواء من بعض موظفي المستشفى أو من خارجه بشأن تنظيم البرامج الترفيهية التي تعتمد على العرض المسرحي داخل الصالات النسائية المغلقة، وإدارة المستشفى لاتعارض تنظيم الحفلات الترفيهية للمريضات وفق الأنظمة المعمول بها، خصوصاً أنها تأتي عبر اجتهادات شخصية من جانب بعض الموظفات والممرضات ورئيسات الأقسام لعدم وجود بند رسمي يتم الصرف عليه لهذا الغرض!
قلتُ: وأتمنى ألا تدخل عليهنّ الهيئة لتحاسب تلك المحسوبات على المجنونات على تعرضهن للسياط، كما حوسبت مجموعة من المحتفلين بـالكيك و الميرندا في إحدى مدن المملكة لأن أكل الكيك وشرب الميرندا وافق رأس السنة!
حمى الله رؤوسكم من الجنون، وبطونكم من ميرندا وكيك أعياد الكفار!