قال الدكتور عبدالله العريني إنه سيعيد كتابة رواياته بطريقة ما سماه (الإخراج المرئي) وفق سيناريو ينقل هذه الأعمال من عالم القراءة إلى عالم المشاهدة لجذب نظر القارئ، طبقا لتعبير العريني الذي بين لـالوطن أنه يعيش في أعماله الروائية همّ الفكرة والتطبيق لتقديم (روايات الأدب الإسلامي) التي يعنون بها أغلفة إصداراته. معبرا عن شكواه من عدم توزيع دور النشر كما ينبغي, ومن تقصير النقاد الإسلاميين في تناول هذه الروايات بالنقد والتحليل وإظهار ما لها وما عليها بما يصقل التجربة. وأضاف العريني الذي استضافته مؤخرا متحدثا عن تجربته السردية رابطة الأدب الإسلامي بالرياض: أنه من تجربة شخصية توصل إلى أن واقع الناشر السعودي لا يلتقى مع الهم الثقافي. وشدد العريني على أنه في تجربته الروائية لا يصادم ولا يساوم على القيم الأخلاقية (هذا هو الأدب الإسلامي وهذا هوهاجسي في تقديم رواية إسلامية منضبطة فأغلب الروايات ذات مضامين منحرفة كأعمال عبده خال، وأنا اختار عن وعي نوعا من الصراع الهادئ, وتقديم علاقات أسرية حميمة يسودها الاستقرار والسكينة بناء على الأصل القرآني في العلاقة بين الزوجين, وهي علاقة المودة والرحمة والسكن. بعكس السائد في الروايات العربية التي تقدم جوا مشحونا بالتوتر والانفصال والخيانات الزوجية وغيرها من المشاهد التي تنتشر في روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس وغيرها, التي تخالف المنهج الإسلامي في تناول هذه العلاقة المقدسة). ورغم ذلك لا يخفي العريني أنه تأثر بنجيب محفوظ حيث كان يشتري الرواية فيقرؤها ثم يبيعها على باب الجامع، إلى جانب الروايات البوليسية لأرسين لوبين التي كانت لها جاذبية بأسلوبها المثير على حد قوله. ويسترجع العريني بداية علاقته بالرواية في سن مبكرة عندما كان في نهايات المرحلة الابتدائية، مؤكدا أن الروائي السوري حنا مينه شكل خلفية الابداع الروائي لديه، إذ كان يساعد الأسرة في بيع بعض الكتب والألعاب لتأمين مستلزمات المعيشة. ومن علاقته المبكرة بالكتاب دخل عالم الرواية فقرأ لتشارلز ديكنز (الآمال الكبيرة، وقصة مدينتين) وتأثر به في قضية عدم التكلف وموازنة الواقع. ونمت القدرة الإبداعية في كتابة الرواية لديه - كما يقول - من خلال ارتباطه بألف ليلة وليلة, ومتابعة المسلسلات في التلفاز, والتي كانت تعرض أحيانا روايات عالمية معربة, ومنها المسلسل الأمريكي (الهارب) الذي كان له جاذبية كبيرة. وحين يستعرض العريني خطوات كتابة رواياته الثلاث (دفء الليالي الشتائية, ومهما غلا الثمن, ومثل كل الأشياء الرائعة) يرى أن رواياته الثلاث لصيقة ببيئات خارجية إسلامية وغير إسلامية أثارتها رحلات مثل زيارة لإندونيسيا وجزر القمر, والصلة مع طلبة مبتعثين إلى أمريكا. أما روايته الأخيرة (أيامنا الصعبة) فيشير الى أنها تقدم صورة الماضي البائس مقارنة مع الحاضر، حسب رؤيته.