الوطن

 

الطائف: نورة الثقفي

 يثير ارتداء الساعة في اليد اليمنى جدلا اجتماعيا ودينيا، فعندما اعتاد الناس على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم وجنسياتهم على وضع الساعة في اليد اليسرى، خالفهم آخرون، وقد برزت ظاهرة وضع الساعة في اليد اليمنى أخيرا، وخاصة لدى فئات معينة من المجتمع. هناك من ينظر إلى الأمر من زاوية التدين ويضع الساعة باليد اليمنى في إشارة إلى تكريم اليد اليمنى عن اليسرى، بينما ترى فئة أخرى من الشباب والفتيات أن وضعها باليد اليمنى يتماشى مع الموضة الحديثة والخروج على المألوف.
بعض الفتيات أجمعن على أن وضع الساعة في اليد اليمنى موضة ليست حديثة، لكنها متجددة تعطي انطباعا مختلفا عن مرتدي الساعة، سواء أكان ذكرا أم أنثى حيث يشير ذلك إلى أنه إنسان عصري، ويرى الشباب أن ارتداء الساعة في اليد اليمنى دلالة قوية على الشخصية الجذابة والمتميزة في الكثير من النواحي، ومنها الإتيكيت والموضة .
تقول أمل سلطان (طالبة جامعية) إن الساعة كما عرفنا سابقا تستخدم لمعرفة الوقت، ولكنها الآن أصبحت جزءا لا يتجزأ من الإكسسوارات التي تدخل في عالم الجمال والموضة، والاستعراض بشكلها أو لونها أمام الناس.
وأضافت أن أغلبية النساء يرين أن المرأة ينبغي أن يكون بيدها ساعة قيمة، مشيرة إلى أن بعض الطالبات الجامعيات وغيرهن ظهرت لديهن تقليعة ارتداء الساعة في اليد اليمنى وليست اليسرى، وذلك يتماشى مع موضة العصر، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة كانت منتشرة لدى الفتيات الصغيرات في السن، ولكنها أصبحت لدى الذكور والإناث على حد سواء .
وبينت هند الحارثي (معلمة بالطائف) أن وضع الساعة باليد اليمنى ظاهرة منتشرة لدى الشباب والفتيات من صغار السن، وتكثر خاصة لدى فئة من الشباب، وقد برزت لديهم كخروج على المألوف من قاعدة خالف تعرف، مشيرة إلى أن الفتيات الآن أصبح وضع الساعة باليد اليمنى لديهن علامة مميزة لهن في كل مكان، والآن أصبحن يضعنها على الملابس التي يرتدينها.
وأضافت هند أن الفتيات الآن يرتدين الساعة في اليد اليمنى وفوق العباءة أو طرف الكم. المهم ألا يحجب شيء الساعة عن الناظرين، ولا يهمهن ما يسمعن من ملاحظات أو نظرات استغراب، وربما استهجان، فمن يستهجن وضع الساعة باليد اليمنى أو وضعها على طرف الكم أو طرف العباءة يوصم بضعف الثقافة وعدم الإلمام بالموضة.
وفي الجانب الآخر برزت ظاهرة لبس الساعة في اليد اليمنى لدى بعض المشايخ وأئمة المساجد والدعاة الذين يرون ذلك رمزا للتدين، ويرون أن وضع الساعة في اليد اليمنى تكريما لها عن اليسرى، وخاصة أنها تستخدم للأكل والشرب والمصافحة، وكل ما هو مستحسن.
ويقول أبو خالد (موظف حكومي) إن ارتداء الساعة في اليد اليمنى تدين يحسب للشباب والفتيات. حيث إن الرسول كان يحث على التيامن في كل شيء، فلماذا نخالف سيرته ؟ مشيرا إلى أن أئمة المساجد وأغلب الشيوخ يضعون الساعات بأيديهم اليمنى كالتزام منهم بالدين وسيرة ونهج الرسول.
أما القاضي بوزارة العدل الشيخ ناصر الداوود فكان له رأي مغاير لمن يرون أن وضع الساعة في اليد اليمنى تكريما لها، ومؤشرا على التدين، حيث قال وضع الساعة باليد اليسرى عادة في جميع المجتمعات، وليس مقتصرا على المجتمع السعودي فقط، والساعة عادة تلبس في اليد اليسرى، وتكون اليد اليمنى لفتح وإغلاق الأشياء، وإذا كان الإنسان أعسر ولا يحسن استخدام الساعة في اليد اليسرى، فيجعلها في اليد اليمنى.
وأضاف الداوود، أن ارتداء الساعة في اليد اليمنى كشعار للتدين والتيامن، فهذا لا ينبغي، وهو من باب الرياء. إلا إذا كان بالخاتم أو الساعة اسم يحمل لفظ الجلالة كعبد الله ونحوه، فيجعلها في اليمنى وليست في اليد اليسرى. حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يضع الخاتم في يده اليمنى لوجود لفظ الجلالة فيه.