اليوم الوطني الثامن والثمانون للمملكة العربية السعودية يأتي في الوقت الذي تشهد فيه بلادنا الغالية تقدما وتطورا سريعا في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى كافة الأصعدة، والمنطقة من حولنا ملتهبة، والعالم بأسره يشهد اضطرابا وتوترا بتدخل حزب الله بالعبث في لبنان، وبالوضع السوري الذي لا يخفى على الجميع والمأساوي للغاية.
وفي شرق المملكة كذلك وضع العراق متدهور بقيام الحشد الشعبي في العراق بنفس وتيرة حزب الله، بالإضافة إلى وضع تلك الدويلة غير المستقر، وما أحدثته من انشقاق وتحالف مع المنبوذة دوليا، والتي تطلق عليها «الشريفة».
وأيضا الحد الجنوبي لا يزال متأثرا بما تقوم به ميليشيات الحوثي من عدوان متواصل، فقد أرسلت ما يشارف على المئتي صاروخ باليستي تجاه بلاد الحرمين الشريفين وتم تدميرها بقوات دفاعنا ورجال أمننا البواسل الذين وقفوا لها بالمرصاد، حماية لوطننا الغالي من أيادي الأعداء ودحر كيدهم في نحورهم.
فقد تمكنت يقظة القائمين على هذا الوطن الغالي من إفشال مخطط التوسع الإيراني الغاشم عبر الوكالة باستخدام الحوثيين في اليمن.
ونسأل الله -العلي القدير- أن يديم على بلادنا الغالية عزها ومجدها الذي سطره ولاة أمر أوفياء تقلدوا مقاليد الحكم، بدءا من مؤسس هذه الديار الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، مرورا بأبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، يرحمهم الله جميعا، والذين واصلوا النهج القويم لسياسة وطننا الغالي إلى عهدنا الزاهر والحازم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يرعاه الله.
ولا شك أن ذكرى اليوم الوطني تجسد قوة المملكة على أرض الواقع بالرغم من الأزمات والأوضاع المتوترة إقليميا وعالميا.
فهنيئا لجميع أبناء الوطن بقيادتهم الرشيدة، وهنيئا للقيادة بهذا الشعب الأبي الذي يقف مع ولاة الأمر في لجم كل من تسول له نفسه العبث بأمن ومقدرات مملكتنا الحبيبة.
وبالفعل فإن بلادنا الغالية تكون -كما وصفها عدد ممن وطأت أقدامهم فيها- بأنها كمثل حديقة وسط حريقة، نظرا للحروب والأوضاع العامة التي تحيط بنا من كل صوب، وذلك بفضل من الله أولا وللسياسة الحكيمة والنهج الراسخ الذي أوجدته حكومتنا الرشيدة، وأرست قواعده في إدارة شؤون البلاد وحفظ الأمن، لينعم كل من يقيم على هذه الأرض الطاهرة بالاستقرار والهناء، وبمواصلة مسيرة النماء والتطور، وتلقين الأعداء التدهور والشقاء مهما أظهروا من حقد وغثاء، فمصيرهم الفناء، ولنا العزة والبناء.
وكل عام وأنتم بتقدم ورخاء.