إسطنبول: أسماء وهبة


قال رئيس هيئة تفاوض المعارضة السورية، نصر الحريري، إن معركة إدلب التي يستعد لها النظام تأتي بمواكبة عسكرية غير مسبوقة للقوات الروسية إلى جانب ميليشيات إيران، محذرا من النتائج الكارثية لهذه المعركة.
وأضاف الحريري في حوار لـ«الوطن» أن نظام بشار الأسد لم يعد موجودا، وأن قراره يأتي من طهران، مؤكدا أن معركة إدلب لن تغلق الملف السوري، ولن تعيد البلاد إلى ما قبل 2011

 من أقوال نصر الحريري

مقاتلو المعارضة في مواقعهم حتى اللحظة الأخيرة

لن نضيع جهود ثماني سنوات ودماء مليون شهيد

إيران دولة مارقة وتعمل على التغلغل في النسيج السوري

لن يكون الحسم في سورية عسكريا


 

 


حذر رئيس هيئة تفاوض المعارضة السورية، الدكتور نصر الحريري، من تداعيات معركة إدلب، التي بدأ يستعد لها النظام السوري بمواكبة عسكرية غير مسبوقة للقوات الروسية إلى جانب ميليشيات إيران، مشيرا إلى أن المعركة ضد فصائل المعارضة في إدلب ستؤدي إلى كارثة إنسانية .
وقال الحريري في حوار أدلى به إلى» الوطن « بمقر الائتلاف السوري بإسطنبول، إن النظام السوري لم يعد موجودا، وأن قراره يأتي من طهران، مشددا على أن إيران دولة مارقة، وتعمل على التغلغل في النسيج السوري من خلال استقطاب المقاتلين بدفع رواتب عالية لهم، وخداعهم تحت مزاعم المقاومة ضد إسرائيل.
وذكر الحريري أن عملية إدلب تستهدف إحكام سيطرة نظام الأسد على جغرافية سورية، الشيء الذي ستكون له تداعيات خطيرة أهمها انتهاء المفاوضات، لأن النظام حينها سيرفض قطعيا الجلوس إلى طاولة التفاوض..  وإلى تفاصيل الحوار
 

أبعاد المعركة

 رغم التحذيرات الأممية، هناك استعدادات للهجوم على إدلب، فما قراءتك للمعركة؟
 

 هذا المصير متوقع منذ فترة، عندما لجأ الروس إلى تكتيك مهاجمة المناطق السورية كافة، وإجبار الناس على المصالحة قصرا مع النظام، والتي لم تكن مصالحات وطنية ولا تمت بصلة للحل السياسي، بل هو استسلام قسري باستخدام القوة، أما السوريين الذين رفضوا ذلك تم تهجيرهم إلى إدلب.  كان الهدف الروسي من هذه العملية دعم نظام بشار الأسد، وتصفية أي صوت معارض لهذا المجرم، باستخدام حجة مقبولة دوليا وهي محاربة الإرهاب، في حين أفادت التقارير الدولية أن
90 % من المناطق التي تم استهدافها من قبل النظام كانت مدنية ، أما التنظيمات الإرهابية فلم تطالها الهجمات الروسية إلا بنسبة 10 %، إذن تجميع الناس في إدلب يجزم برغبة ايران وروسيا لتنفيذ معركة عسكرية هناك، خصوصا أن نظام الأسد ينفذ إملاءات طهران.
 

 

خسائر جمة
 معركة إدلب لن تكون سهلة على جميع الأطراف وقد تجر خسائر جمة على الإيرانيين والروس، فلماذا الإصرار عليها ؟ 
هذا صحيح.. من هنا وافقوا على تمديد المفاوضات، ليقينهم بصعوبة معركة أدلب، التي يقطنها أكثر من 3 ملايين مدني، ما يعني أن استهدافها سيؤدي الى كارثة إنسانية كبيرة، سيصعب على الروس والمجتمع الدولي تحملها، سيما وأن هذه المنطقة يوجد بها 80 ألف مقاتل على استعداد مع آلاف المقاتلين الأخرين المتطوعين للمشاركة في هذه المعركة، هؤلاء المقاتلين ممن رفض التسويات، وبالتالي خيارهم الوحيد هو القتال، لأنه لا يوجد أي منطقة أخرى قد يهاجرون إليها بعد أدلب.
 

الغارات الروسية
 كيف تراهنون على إمكانية تفادي كارثة معركة أدلب رغم بدء الغارات الروسية العنيفة عليها؟
نحن نراهن على الحل السلمي من خلال المفاوضات، هذا على الرغم من الإشارات السلبية بعد بدء القصف الروسي، الذي استهدف المدنيين والمستشفيات، نحن صامدون، وكذلك مقاتلو المعارضة في مواقعهم على الأرض حتى اللحظة الأخيرة، نحن نواصل عملنا دون توقف، حتى أن فصائل تابعة للجيش الحر ألقت القبض على عملاء النظام الذين بدأوا ترويج شائعات بعقد مصالحات مع المواطنين في إدلب قبل بدء المعركة.
 

ملف النازحين
 ماهي النتائج المتوقعة اتسلم روسيا ملف النازحين السوريين؟

للأسف لم يقتنع الروس إلى الآن أن وجود بشار الأسد هو أساس المشكلة السورية، فهو من غذى الظواهر الإرهابية في سورية مثل داعش والقاعدة، ومن ثم لم يعد النازحين السوريين في الخارج على الرغم من التطمينات الروسية، نحن نريد حلا سياسيا شاملا، وأن تنشأ سلطة حيادية تمثل هيئة الحكم الانتقالي، التي ستؤسس بيئة آمنة تسمح للنازحين السوريين بالعودة.
 

وضع المعارضة
 ولكن وضع المعارضة صعب
في إدلب ، فماذا تفعل ؟
الوضع صعب لكل الأطراف، لكن يجب الإشارة أن معركة الشعب السوري ضد النظام ليست ذات بعد عسكري فقط، لن ينتهي الملف السوري في الأروقة الدولية والشعبية بسيطرته على كل المناطق السورية، من المستحيل العودة إلى ما قبل عام 2011 ، وامام الواقع الحالي لم يترك لمقاتلي المعارضة سوى القتال أو عقد تسوية مع بشار الأسد، لأن غير ذلك يعني ضياع جهود ثماني سنوات ودماء مليون شهيد، بالإضافة إلى إمكانية اعتقالهم من النظام في أي لحظة.
 

الدور الأميركي
 هل هناك تطمينات أميركية بهذا الخصوص في ظل رفض قطعي لأي عمل عسكري في إدلب؟

لا توجد تطمينات إلا في التصريحات الرسمية الأميركية دون اتخاذ إجراءات فعلية، لم يعد الكلام يفيد الشعب السوري، نحن نحتاج إلى أفعال على الأرض لتغيير حالنا إلى أفضل، النقطة الإيجابية الوحيدة خلال هذه الفترة هي جمع الفصائل العسكرية المعارضة في جبهة عسكرية واحدة، وإبعاد فصائل الجيش الحر المعتدلة عن التنظيمات الإرهابية المتواجدة في المنطقة. 

الحكم الانتقالي

يتحدثون عن حكم انتقالي بسورية في وقت يستعد النظام لخوض معركة إدلب .. كيف ذلك؟

ليس البعد العسكري هو الوحيد في سورية، وإلا لماذا تتحدث روسيا عن المصالحات وإعادة الإعمار ورفع العقوبات عن النظام السوري وعودة اللاجئين وغض النظر عن جرائم الحرب التي ارتكبها، لن يكون الحسم في سورية عسكريا، يجب أن يكون هناك حل سياسي، لأن النظام سيفقد الأراضي، التي سيطر عليها من جديد بمجرد غياب الروس ثلاثة أشهر، النظام السوري فاشل ومنهار وغير موجود عسكريا وأمنيا، لم يعد لديه لجام ولا غرفة عمليات.

 

أطماع إيران
 ماهي المكتسبات التي تستهدفها إيران من معركة إدلب؟

إيران دولة مارقة.. أخذت بها الوقاحة أن يزور رئيس الأركان الإيراني مطار حلب، حيث استقبله مجموعة من الضباط الإيرانيين، كما عقد وزير الدفاع الإيراني صفقات مع النظام إبان زيارته الأخيرة إلى دمشق، حتى أنها لم تلتزم باتفاقها مع حليفها الروسي بالانسحاب من الجنوب السوري، حيث توجد لدينا معلومات مؤكدة بوجود مقاتليها هناك، ليس ذلك فقط بل تسعى إلى بناء قواعد عسكرية في سورية، وتعمل على التغلغل في النسيج السوري من خلال استقطاب المقاتلين بدفع رواتب عالية لهم والضحك عليهم باسم المقاومة ضد إسرائيل. 
 

من أقوال نصر الحريري

 مقاتلو المعارضة
 في مواقعهم على
 الأرض حتى اللحظة الأخيرة

تمديد المفاوضات جاء ليقين جميع الأطراف بصعوبة معركة إدلب

 لن يكون الحسم في سورية عسكريا.  يجب أن يكون هناك حل سياسي

إيران دولة مارقة وتعمل على التغلغل في النسيج السوري

النظام السوري فاشل ومنهار وغير موجود عسكريا وأمنيا