الإنتاجية والجودة صفة مميزة للعبقري على الدوام, وتتجلى العبقرية الكروية بحسب هذا المعيار في عبقري الكرة الإسبانية ونادي برشلونة تشابي هيرنانديز الذي سجل أعلى نقاط التميز في دوره كلاعب وسط لا نظير له في الكرة العالمية.
لقد عمل منذ عام 1999 على ضمان استمرار الكفاءة والجودة من خلال تحديد حصص مكثفة من التدريبات والمهارات التي اعتاد عليها الفريق الذي يسير على منهج فني مختلف للاعبين مختلفين عن بقية لاعبي الكرة.
تشابي.. استغرب رئيس اليويفا الفرنسي ميشيل بلاتيني عدم حصوله على الكرة الذهبية في السنتين الماضيتين (2008, 2009), وذكر الأسطورة الفرنسية هذا الأمر في أكثر من مناسبة إعلامية على الرغم من حيازة الكرة حينها من قبل لاعبين متميزين من رتبة تشابي سواء البرتغالي كريستيانو رونالدو, أو الأرجنتيني ليونيل ميسي.
كذلك الحال, رأى في هذا العبقري المدرب الأسطورة ألكس فيرجسون وبعين المدرب الخبير كلاعب خارج عن العادة في تأثيره على سير اللعب, واختصر العجوز الأسكتلندي أسباب خسارة فريقه النهائي الأوروبي 2009 في الأستاد الأولمبي بالعاصمة الإيطالي بأنه لاعب مذهل اسمه (تشابي).
من جانبه, رأى قيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور في هذا العبقري الإسباني الهادئ في طبعه وخصاله لاعبا غير عادي، وأنه سبب من أسباب ظاهرة برشلونة الأدائية التي سحرت العالم, ووجه بكنباور حديثه للجميع أن من يريد بناء فريق مثالي في هذا القرن عليه أن يستفيد من تجربة تشابي وزملائه المبدعين وكيفية لعبهم كرة لا مثيل لها.
إن حالة تشابي هيرنانديز تستحق أن تدرس من كافة خبراء الكرة العربية عموماً, والمسيرين لشؤون الكرة في الأندية, واللاعبون أنفسهم عليهم ضرورة متابعة الكيفية التي جعلت من هذا النجم الكبير نموذجا في إجادته لدوره الفني والأدائي داخل المستطيل الأخضر, وكيفية مساهماته وتأثيراته على بقية خطوط الفريق, وكذا الأثر السلبي العميق في الفريق المقابل.
وهكذا هي حالة لاعب يقدم عطاء فيه الإبداع والجمال والسحر.
كل ما يرجوه المتابعون والمحايدون وعشاق الفن والمهارة أن تكون جائزة هذا العام والتي ستعلن مساء العاشر من يناير المقبل، من نصيب هذا العبقري إنصافاً لمخيلته الإبداعية وفرادة رؤيته على أرض الملعب, ولسمو أخلاقه وتعامله الجم مع الزملاء والمنافسين.
فهل سيحظى تشابي بالكرة الذهبية هذه المرة بعد أن ابتعدت عنه السنتين الأخيرتين؟!