مثلي مثل أي رائد أعمال أعرفه، يخطر على بالي قبل أن أنهض من النوم كل يوم كل ثلاث أفكار لمشاريع جديدة على الأقل. هذه الأفكار لا تنضب وتستمر طوال اليوم.
لكنني، الحمد لله، تعلمت بعد سنوات من التجريب وارتكاب الأخطاء كمستثمر كيف أقوم بتأنٍّ بتقييم أي أفكار جديدة تخطر على بالي لأتأكد إن كانت فرصة حقيقية أو أنها مجرد فكرة. والأهم من ذلك أنني تعلمت كيف أقيّم إذا ما كانت الفكرة جيدة لي ولنمط الحياة الذي أسعى لتحقيقه.
يعتمد تقييمي على 12 سؤالا وجدت أنها أسئلة حاسمة جدا لمعرفة إذا ما كانت فكرة المشروع تناسبني. إذا كان ردي على هذه الأسئلة فيه عديد الإجابات بـ«لا»، أقوم فورا باستبعاد الفكرة من قائمتي وأنسى وجودها، إذا كانت كل الإجابات هي «نعم»، أعرف عندها أن فكرتي لديها مقومات حقيقية للنجاح.
هذه قائمة الأسئلة، مع شرح لأهمية كل سؤال بالنسبة لي:
1. هل تتناسب فكرة هذا المشروع مع نمط الحياة الذي أسعى إليه؟

أنا أعمل لأعيش، ولا أعيش لأعمل. أنا كذلك أحب السفر، وأحب أن يكون في حياتي ما يكفي من المرونة عند إنجاز عملي. وهذا فورا يدفعني إلى استبعاد كثير من أفكار المشاريع من قائمتي.
 
2. هل من المؤكد أن هناك طلبا على المنتج الذي أنوي بيعه؟
من الصعب خلق الطلب في السوق على منتج ما، وحتى لو تمكنت من ذلك فهو سيكلفني كثيرا، وتحقيقه بطيء. لذا أفضل محاولة الحصول على حصة من سوق موجود فيه طلب.

3. هل هناك فائدة واضحة (القيمة المقترحة Value Proposition) ستجعل منتجي فريدا في السوق؟
لن يكون الأمر سهلا إذا لم يكن لمنتجي ميزة تجعله قادرا على المنافسة في السوق.

4. هل هناك طريقة واضحة لتسويق وبيع منتجي وخدماتي من خلال قنوات البيع الموجودة؟
وجدتُ أن استخدام قنوات البيع المتوافرة حاليا هي الطريقة الأسهل والأسرع لجعل أعمالي تقلع من الأرض وتتجه نحو الربحية.

5. هل يمكنني تنمية أعمالي بتسويقها على الإنترنت وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
هاتان الوسيلتان من أهم وأقوى الوسائل في أيامنا هذه لبناء الأعمال، لذا أنا أريد التأكد من أنني سأتمكن من استغلالها لصالحي.

6. هل ستحقق لي فكرة هذا المشروع هامشا إجماليا من الربح قدره على الأقل 50% و/أو هامشا صافيا من الربح قدره 20%؟
ففي نهاية المطاف يجب على أي شركة جلب المال.

7. هل يمكن بيع هذا المشروع؟
عادة ما يأتي أكبر ربح تحققه من قدرتك على بيع المشروع والخروج منه عندما تصبح مستعدا، لكن ليست كل الأعمال قابلة للبيع.

8. هل يمكنني أتمتة معظم عمليات المشروع؟
أحاول قدر الإمكان أتمتة عمليات المشروع للتقليل من تكلفة عملياتي.

9. هل يمكنني بسهولة إيجاد شخص يدير لي المشروع بشكل ناجح؟
سأحتاج عاجلا أم آجلا إلى شخص يدير لي مشروعي. هل من السهل تسليم مشروعي شركتي إلى شخص آخر، أم أن هناك معرفة خاصة أو موهبة خاصة يجب توافرها في الشخص الذي يديره؟

10. هل هذا عمل سأستمتع بالقيام به وإدارته اليوم؟
لا شك أن المشروع سيشكل ضمانة لمستقبلي وحياتي. ولكن الربح ليس أهم شيء. فأنا أريد أن أعمل في مجال أستمتع به.

11. هل هذا عمل سيجده الآخرون ممتعا؟
وجدتُ شخصيا أنه من الأفضل أن يكون عملك في مجال يراه الناس ممتعا ومشوقا.
 
12. هل سأستمر وأحب إدارة هذا العمل بعد سبع سنوات من الآن؟
لا تنمو معظم الأعمال والمشاريع بالسرعة التي نريد. فإذا كنت لا أزال أدير هذا المشروع بعد 7 سنوات من الآن، هل سأظل محبا ومستمتعا به؟
يجب عليك أن تجيب بـ«نعم» لمعظم هذه الأسئلة، وإلا قم باستبعاد الفكرة من رأيك واحمد الله أنك لم تستثمر وقت وطاقتك في مشروع على الأغلب لن يرضي طموحاتك وأحلامك.

مايك كوش

* مؤسس StartupProfs.com
* موقع Entrepreneur