ما إن غادر عام 2010 وجاء عام 2011 حتى خُيّل للمرء أن أحداثه بدأت تهلّ تباعا، ورأى مثلما يرى النائم أن العام الجديد قد انقضى، والعرب قد توجوا بعدد من جوائز الأوسكار العالمية التي تمنح لأقوى الأفلام المشاركة في المسابقة، ومن الأوسكار إلى مهرجان كان حيث نالوا الصدارة.. ومنه انتقلوا إلى بقية المهرجانات ليكتسحوا كل الصدارات..
ورأى المرء أيضا غربلةً غير معهودة للفضائيات العربية، فبدأ الرديء منها يزول والجيد يزداد، حتى خلت الساحة ولم يعد فيها سوى خيول الفضاء الأصيلة التي لا يحدّ طموحاتَها المدى.. وبوجودها اجتمع قياديو الإعلام العربي وقنواته لوضع ضوابط ملزمة للبث خاصة في جوانب الأخلاق وعدم التحريض الطائفي وقضايا السحر والشعوذة وعدم الإسفاف، وأقسم الجميع على الالتزام بالضوابط، والتزموا بها!
وعلى هامش الضوابط، اتفقوا أيضا على أن يعرضوا مسلسلاتهم التلفزيونية الجديدة خلال شهور العام كله وليس خلال رمضان فقط، ليتركوا للناس مساحات كافية من الزمن لمتابعة ما يحبون بدون ضغط متواصل.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تجاوزه إلى صناعة الأغنية، فاختفت الأغنيات الهابطة.. ولم يعد أحد يجرؤ على أن يقدم شيئا من قبيل بحبك يا حمار، وتلاشت أكاديميات الفن وسوبر ستاراتها ولم يعد هناك استنزاف لجيوب الجمهور بالتصويت، والعملة الجيدة فرضت نفسها على الساحة.
أما في الجانب الدرامي، فقد صارت الساحة ميدانا لمنافسة أربع مدارس متقاربة هي مصر وسوريا والخليج والمغرب العربي، لا يفصل بينها الكثير من حيث الإقبال والقبول الجماهيري.. واكتشف السوريون باباً جديدا لحارة أخرى، ونسي المصريون حكايات الرجال المزواجين، والنساء المزواجات.. وفي السعودية اخترع ناصر القصبي وعبدالله السدحان حالة مختلفة عن طاش، وظهر حسن عسيري وراشد الشمراني وربعهم في عمل ناقد ذي رؤية بعيدة أشبه بـبقعة ضوء على طريق بيني وبينك..
أما ويكيليكس الفضائيات فلم يتمكن من الحصول على أي وثيقة سلبية حول عمل الفضائيات العربية وأهلها، فكل شيء تمام التمام!