الدمام: منى العبدلي


بينما استهدفت الميليشيات الحوثية في اليمن الملاحة الدولية، وعمدت إلى زراعة الألغام البحرية في الممرات المائية، للإضرار بحركة السفن، وعرقلة وصول الإغاثات الدولية الصحية والغذائية إلى اليمنيين المحتاجين، الذين تتربص بهم الآفات وتتفشى بينهم الأمراض، أكد مراقبون أن هذا المنهج التهديدي ليس إلا توجيها إيرانيا لجعل المنطقة على صفيح ساخن، وتهديد الاستقرار فيها.

تهديدات

أكد المحلل السياسي مبارك آل عاتي لـ»الوطن» أن الاعتداءات التي تقدم عليها الميليشيات الحوثية الإيرانية، وآخرها الهجوم الإرهابي الفاشل على الناقلة السعودية العملاقة «أرسان» هي حلقة من سلسلة تهديدات وهجمات شنها الحوثيون ضد السفن الأمريكية والسعودية والإماراتية خلال العامين 2016 و2017، طالت كذلك سفن الشحن المدنية العابرة من باب المندب، وقال، طالما استمرت سيطرة المتمردين الحوثيين على أي جزء من سواحل اليمن، فإن ذلك يعني استمرار الخطر الذي يتهدد حركة الشحن والملاحة الدولية في الممرات والمضايق المائية، ولذا لا بد من إبعاد الميليشيات الحوثية الإيرانية عن سواحل البحر الأحمر والمناطق المطلة والمحيطة به لجعل باب المندب ومنافذه الحيوية آمنة أمام حركة الملاحة البحرية.

استهداف متعمد وممنهج

أضاف عاتي الاستهداف المتعمد والممنهج للملاحة البحرية عبر الهجوم المباشر باستخدام صواريخ بحرية أو طائرات موجهة أو قوارب مفخخة، والأخطر منه نشر الألغام البحرية لمسافات طويلة تتجاوز مئات الكيلومترات وبشكل عشوائي مستمر منذ عام 2015 في أماكن مختلفة يؤكد قبح تصرفات الحوثي الذي زرع ألغاما منجرفة في باب المندب تحركت لمسافة وصلت إلى 90 كيلومترا جنوب غربي عدن بعد عبورها عبر المضيق.
وأردف، وفقا لأحدث تقرير سنوي أعده فريق خبراء الأمم المتحدة حول اليمن، صدر في يناير 2018، تم العثور على 44 لغما بحريا في البحر الأحمر وخليج عدن عام 2017، من بينها 4 تم تفجيرها باستهداف سفن تجارية.

دعم إيراني 

أكد عاتي أن زرع الألغام منهجية تتبعها إيران لإيصال رسالة إلى العالم أنها تستطيع التأثير على حركة الملاحة في البحر الأحمر، والحوثيون ليس لديهم قدرات تصنيع أو زرع هذه الألغام، سواء أكانت بحرية أو برية.
وأكمل، توفر معلومات استخباراتية أن سفينة الشحن الإيرانية «سافيز» الراسية في أرخبيل دهلك الإريتيري على البحر الأحمر تزود الحوثيين ببيانات استهداف عن سفن الشحن والناقلات العملاقة من أجل شن هجمات ضدها، مما يؤكد أن السفينة الإيرانية تمثل نقطة تهديد حقيقي عبر دورها العسكري والاستخباراتي المشبوه.

تعطيل الملاحة

أكد المحلل الاقتصادي فضل أبو العينين أن خطر الألغام دائم وغير متوقع، وهو لا يميز السفن المستهدفة، بل يبقى عرضة للانفجار في أي جسم يمر به، وبالتالي فإن زرع الألغام البحرية في مضيق باب المندب يمثل خطرا على خطوط الملاحة الدولية، وعلى سفن الشحن وناقلات النفط والقطع الحربية العابرة، وكذلك حتى على سفن الصيد.
وعن الألغام البحرية المنجرفة، قال، هي قادرة على تعطيل الملاحة وتغيير خطوط السفن، وبالتالي فإن أثرها على التجارة الدولية عميق؛ وأثرها على أمن البحار وخطوط الملاحة الدولية شديد، ولا بد بالتالي من ردع زارعيها.

مواجهة العصابة

شدد أبوالعينين على ضرورة أن تبادر الدول الكبرى إلى تمشيط المضيق والمنطقة البحرية المحيطة به في الشمال والجنوب، وأن تستدعي بوارجها البحرية لحماية المضيق ومواجهة الحوثيين ومن خلفهم إيران، ودعم جهود التحالف في مواجهة عصابة الحوثي في اليمن، وتطهير السواحل المطلة على المضيق، كما لا بد لمجلس الأمن من أن يتخذ موقفا حازما تجاه الحوثيين وعبثهم.

هجمات نفذها الحوثي خلال عامي 2016 و2017

16 يونيو 2017
هجوم بواسطة مركب موجه عن بعد على ميناء نفط

12 نوفمبر 2017
تهديد سفن الشحن

 

3 أبريل 2018
هجوم صاروخي على ناقلة نفط

10 مايو 2018
هجوم صاروخي على سفينة محملة بالمواد الغذائية السائبة

الاستخدام العسكري للرادار ضد سفن مدنية راسية.

نشر الألغام البحرية بشكل عشوائي منذ عام 2015