تحولت أسهم اشتريتها بقيمة 40 دولارا من شركة كوكا كولا وبعد احتساب كل الاقتطاعات، إلى 5 ملايين دولار عندما أصبحت كوكا كولا شركة مساهمة عامة.
لاحقاً في أبريل 2012، عندما اقترح مجلس إدارة الشركة تجزئة أسهم شركة المشروبات المحبوبة، تحولت تلك الـ40 دولارا إلى 9.8 ملايين دولار.
 وبحسابات بسيطة عن العائد على الاستثمار في أسهم الشركة منذ عام 2012، يمكن القول إن 9.8 ملايين دولار أصبحت الآن حوالي 10.8 ملايين دولار.
قوة الصبر:
أعرفُ أن 40 دولارا في عام 1919 تختلف كثيراً عن 40 دولارا في يومنا هذا. ومع هذا فحتى مع احتساب التضخم، فإن 40 دولارا تساوي اليوم 540 دولارا. أي أن قيمتها تعادل قيمة جهاز إكس بوكس.
لكن لا تعتقد أن الاستثمار في الشركة كان شيئاً بديهياً ومتوقعاً في تلك الأيام، فقد كانت أسعار السكر في ارتفاع، وكانت الحرب العالمية الأولى قد انتهت قبل عام واحد فقط، ثم حصل الكساد الكبير في السنوات القليلة التالية، ثم أتت الحرب العالمية الثانية التي تسببت في تقنين السكر، وكان هناك عدد كبير لا يحصى من الأحداث خلال الـ100 سنة الماضية، مما قد يجعل أي شخص يشكك في صحة استثمار أمواله في الأسهم، فما بالك عن استثمارها في شركة سلع استهلاكية مثل كوكا كولا.
خطر التوقيت:
ومع هذا «عندما تستثمر في شركة رائعة، تستطيع التكهن بماذا سيحدث، لكن لا تستطيع التكهن متى سيحدث ذلك. لذا لا تركز على «متى»، ركز على «ماذا»، إذا كان ما توقعته صحيحاً حول «ماذا»، لا داعي لتقلق بشأن «متى».
 في كثير من الأحيان يُنصح المستثمرون بمحاولة توقيت السوق، والبدء بالاستثمار عندما تكون السوق في حالة صعود، وأن يقوموا بالبيع عندما تهبط السوق.
هناك تركيز كبير على التقنية القائمة على مراقبة حركة الأسهم والشراء بناءً على تقلب الأسعار خلال 200 يوم، أو بناءً على مراقبة التقلبات في الأسعار التي قد تبدو عشوائية، وهي تحظى بتغطية كبيرة من وسائل الإعلام، ولكن هذه التقنية أثبتت أنها لا تختلف كثيراً عن كونها محض مصادفة.
الاستثمار على المدى الطويل:
على الأفراد المستثمرين فهم أن الاستثمار ليس مراهنة في لعبة رياضية، بل هو شراء حصة ملموسة في شركة.
 لذا من المهم فهم السعر التقريبي الذي تشتري به في تلك الشركة، أما ما هو غير مهم فهو محاولتك فهم أنك اشتريت في «الوقت الصحيح» أم لا، لأن معرفة ذلك ليست إلا محض خيال، «وإذا كانت نظرتك للشركة التي تنوي الاستثمار فيها صحيحة، ستجني كثيرا من المال»، لذا لا تهتم بالشراء في شركة تبدو أسعر أسهمها جيدة في 200 يوم الماضية، بل ركز بدل ذلك على الشراء في شركة رائعة وبسعر جيد.
 

وارن بافت
* الرئيس التنفيذي، رئيس مجلس إدارة شركة برشاير هاذاواي
* موقع الاستثمار fool.com