«التأثير ليس هو الشعبية» براين سولس.
غرد الأستاذ عثمان العمير بتغريدة مهمة، قال فيها «متابعة إعلام وقنوات «الأرصفة الصفراء»، والتعليق عليها، ومهاجمتها، وذكرها، والتصفيق لدقيقتين، من كلمات الإنصاف هو جهل مطبق بمفهوم الإعلام، وتلبية لشغفها بجذب المشاهدين، وقد.. بلّغت!».
الإعلام صناعة وخطط وفن واحتراف، أما المجهودات الفردية غير المرتبة -مهما أعطت من نتائج- فهي على المدى القصير.
الهجمة التي تعرضت لها المملكة كانت منظمة مبرمجة، استُخدمت فيها كل إستراتيجيات الإعلام، وهناك أكثر من لاعب وتبادل للأدوار.
وعينٌ مثل عين الأستاذ عثمان العمير، بخبرته في هذا المجال لعقود، كانت ترى ما يحصل.
يقول علي الشهابي، وهو أحد أهم الفاعلين في الإعلام الغربي في الدفاع عن المملكة، والمدير التنفيذي لـ«معهد الجزيرة العربية» في واشنطن، وكذلك خبير محترف ويعرف كيف يتعامل مع الإعلام بعقليته وبردود مدروسة، لكنه كان يصفق وحيدا في هذه الأزمة دفاعا عن الهجوم الشرس على المملكة، لأن يدا واحدة لا تكفي، يقول: إن هناك ضعفا وقلة خبرة في إدارة الأزمة.
البعض يقول، إن حملات الدفاع في التواصل الاجتماعي محدودة التأثير، لأسباب منها، أنها ليست مرجعا ومصدرا موثقا مثل مقالات الجرائد والمجلات، كذلك بعضُ الفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي أصحاب معرفات مجهولة، فلا يمكن الاستدلال، ولا يمكن الاعتراف بها ككيان قانوني، لذلك توجد علامة استفهام حول مصداقيتها.
لكن السبب الأهم -في نظري- لضعف التأثير، هو أن رجال المال والسياسة والاقتصاد ومتخذي القرار حول العالم، لا يقرؤون كثيرا تعليقات التواصل الاجتماعي، فهم يقرؤون ما تكتبه «بلومبرج، وُوال ستريت جورنال، ونيويورك تايمز»، وما تعرضه «سي إن إن، وفوكس»... إلخ. لذلك، رؤيتهم للأمور تندرج تحت تأثير الإعلام التقليدي، وهم صانعو القرار.
أنا لي رأي قد يكون مختلفا قليلا عن بعض الكُتاب، وهو: دَعُوا الهبة الوطنية من الناس العاديين تستمر، دعوهم يعبرون عن مشاعرهم وحبهم لوطنهم، شيء جميل للغاية، المهم ألا يشطحوا إلى أمور أخرى، كما فعلت إحدى الوسائل، وكادت أن تفتح علينا أبوابا نحن في غِنى عنها.
قد يقول بعضهم، إن هناك شيئا من المبالغة، وهناك شيء من تدني الطرح، وهذا هو المتوقع والطبيعي، لأن العامة درجات.
لكن في الوقت نفسه، الذي لا يُقبَل هو أن يكون طرح النخبة من الكُتاب والإعلاميين بالمستوى نفسه، ويحاولون مجاراة العامة.
صحيح أن الهدف واحد للجميع، وهو الدفاع عن البلد، لكن الطرح يجب أن يكون مختلفا، وذا أفكار خلاقة، ومبنيا على أسس وإستراتيجيات إعلامية، وإلا لماذا سُمُّوا «نخبة».
للأسف، الآن نرى بعض الكُتاب يكتب أشياء لا ترتقي إلى الاحتراف الإعلامي ومبالغات في غير محلها.
ما هو موجود في وسائل التواصل الإلكتروني دعوة للشعب السعودي فهو كفيل به، وسيبقى في العالم الافتراضي، لكن المهم الآن، هو وضع إستراتيجية محكمة، وخطط للحملة الإعلامية الخارجية، أرجو من المسؤولين التحدث إلى أعمدة الإعلام السعودي الخبراء، والذين يعطون آراء وتحاليل دقيقة، وتقييما صادقا للوضع دون تطبيل أو تجميل، مثل: الأستاذ عثمان العمير، وأستاذنا الدكتور عثمان الصيني، والأستاذ علي الشهابي، والأستاذ عبدالرحمن الراشد، وغيرهم، وبعض الإعلاميين الغربيين الذين يهتمون بمصلحة المملكة.