في حفل وضع حجر أساس مطار القنفذة، ذلك الحفل الذي شرفتني إمارة مكة وكاتبتين أُخريين وعددا من الأساتذة الكُتّاب والإعلاميين، بالدعوة لحضوره، كانت هذه العبارة «ارفع راسك انت سعودي» هي المقولة التي أنهى سمو الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة كلمته بها.
كلمة شَعَر كل من حضر الحفل أنها في مكانها، وقد لامست مشاعرهم بقوة، فها هو أحد المنجزات الجديدة يوضَع حجر أساسه في المنطقة.
مطار القنفذة يعد بالفعل منجزا مهما بمختلف المقاييس، فهذا المطار سيخدم محافظة القنفذة وما تضمه من مراكز إدارية، والتي يبلغ عددها عشرة، ويفوق عدد سكانها مائتين وثمانين ألفا، خلاف ما سيخدمه من محافظات ومناطق قريبة تتبع لإمارات مكة والباحة وعسير.
هؤلاء السكان كانوا «وسيظلون إلى سنتين مستقبلا وهي مدة الانتهاء من المشروع» يلجؤون للسفر برا لمدة تتراوح بين ساعتين وخمس ساعات حتى يصلوا إلى مطار الباحة أو مطار جدة.
في معلومات مقتضبة عن هذا المطار:
المطار هو المشروع الرابع ضمن مطارات منطقة مكة المكرمة، بعد مطار الملك عبدالعزيز في جدة ومطار الطائف ومطار رابغ، وفي نفس الوقت هو المطار الثامن والعشرون ضمن منظومة المطارات في المملكة.
سيخدم ثلاث مناطق هي مكة والباحة وعسير، بعدد 500 ألف مسافر سنويا، بثلاث صالات ركاب تسع عشرين ألف مسافر.
والمطار مصمم وفق النموذج الموحد الذي يتميز بإمكانية التوسع مستقبلا.
هو في الحقيقة منجز سيضاف إلى جملة المنجزات التي تعمل الدولة على توفيرها لخدمة حاجات ورفاهية مواطنيها والمقيمين على أرضها، ولتحقيق أهداف رؤية 2030. وبالفعل: كانت جملة سيدي مستشار خادم الحرمين صاحب السمو الملكي خالد الفيصل «ارفع راسك انت سعودي».
حِرص سيدي سمو أمير منطقة مكة على حضورنا أنا والدكتورة عائشة نتو عضو الغرفة التجارية بجدة، والأديبة والكاتبة الأستاذة زينب غاصب، بل وحرصه على جلوسنا في مقدمة الحضور في الحفل وفي مأدبة الغداء التي أقيمت بعده، يعكس حرص هذا الأمير الواعي، ليس على تواجد الإعلام وحسب، بل على حضور المرأة في الصفوف المقدمة أسوة بأخيها الرجل، في المشاركة بالاحتفال بمنجزات الوطن كشف سمو الأمير خالد الفيصل في الحفل اللثام عن مشاريع في طور الإقرار مستقبلا، من ضمنها مشروع إنشاء قطار يربط بين جدة والرياض، ومشروع مدينة الفيصلية التي ستمتد من الشميسي إلى جنوب جدة، على امتداد حوالي ستين كيلومترا. أثناء الحوار الذي دار بين سمو الأمير وضيوف الحفل، رد على مقترح طرحه أحد الحضور بتسمية مطار القنفذة باسمه، برفض ذلك ورفضه أن يسمى أي منشأة باسمه في حياته، كما أنه رد بلطفه المعهود وتواضعه المشهود على ثناء الحاضرين عليه، بأنه يعلم يقينا مشاعر أهالي المحافظة، وليس بحاجة للكلمات لإثباتها، وطلب من الحضور أن تكون مداخلاتهم في غير الثناء والمديح.
كان التنسيق وتنظيم حضورنا والوفد الإعلامي من جدة إلى القنفذة، لحضور الحفل، من قِبل موظفي الإمارة: جيدا ودقيقا، وتكفلوا بتوفير كل ما نحتاجه من وسائل ومن معلومات. ولا يقل عن ذلك أبدا تنظيم الحفل في القنفذة من قبل حضرة محافظ القنفذة ونائبه وكافة موظفي المحافظة وهيئة الطيران. فكل الشكر لكل الجهود المبذولة والقائمين خلفها.
في نهاية هذا المقال لا يسعني إلا ترديد مقولة «ارفع راسك انت سعودي» في وطن يهمه بناء المكان وتنمية الإنسان.