بعد حادثة وئام وهاب في الجاهلية وتطاوله على الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية ورموزها، وتهديده الصريح بالقتل لمدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان والرئيس سعد الحريري، اكتشفنا بما لا شك فيه أن هذه الدولة ضعيفة أمام الميليشيات والسلاح، وبالأخص الميليشيات الحليفة لحزب الله الإرهابي، فبعد تحرك الأجهزة لتبليغ وهاب قراراً قضائياً بالحضور للتحقيق بدأ الأخير بشحن بعض أبناء الطائفة الدرزية وتحريكهم ضد الدولة، وأصبح الدخول إلى الجاهلية أمراً مرفوضاً ويمس بالكرامات والشرف، وتناسى هذا المنتحل صفة سياسي أنه من حرض الجيش للدخول إلى أحياء طرابلس والبقاع وعرسال وحتى بيروت دون أن يلتفت إلى حرمات البيوت والمساجد والضيع والبلدات، وكأنه يقول إن للدرزي حرمات وللسني استباحة وانتهاكا. وئام وهاب لمن لا يعرفه كان مستشاراً وصباب قهوة في منزل طلال أرسلان ومكاتب أجهزة المخابرات السورية في لبنان، وتدرج من صحافي إلى سياسي في محاولة من سورية وإيران لزعزعة أمن الجبل وابتزاز وليد جنبلاط هناك بعد أن فشل طلال أرسلان في تحقيق هذا الهدف لهم.
 وئام وهاب اليوم يمتلك ميليشيا مسلحة تحصل على ميزانية شهرية من إيران هدفها التحرش بوليد جنبلاط والاشتراكيين في الجبل وتخديد السلم الأهلي هناك وشق الصف الدرزي ومساندة حزب الله في السيطرة على إقليم الخروب ذي الأغلبية السنية، في حال وقوع أي تحركات من جانبهم لقطع طريق الجنوب - بيروت للضغط على حزب الله.
 إن ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد أن لبنان محتل ومختل التوازن وخاضع بالكامل لسلطة الميليشيا الإرهابية الإيرانية حزب الله، وأن الأجهزة الأمنية في لبنان والقضائية لا تتحرك إلا لخدمة مصالح السياسيين، وقوتها ترتبط بالاتفاق السياسي بين بعض الأحزاب على حساب الشعب وحقوقه، فكما رأينا عند تحرك شعبة المعلومات باتجاه الجاهلية لم تستطع كل القوة التي وصلت إلى البلدة أن تصل إلى وهاب الذي جيّش بعض الدروز وبدأ يستعطفهم، وانتهى به الأمر واضعاً أمنه بعهدة حزب الله وأمينه العام الإرهابي حسن نصرالله، وهذا ما يؤكد ضعف وهاب بين الدروز وعدم تمكنه من حشدهم للدفاع عنه، فطلب الحماية من حزب السلاح الإرهابي.
 إن المطلوب في المرحلة القادمة قرار صارم من القيادات الأمنية في فرض السلطة على الأراضي اللبنانية، حفاظاً على السلم الأهلي ومحاسبة وئام وهاب الذي تطاول على رمز لبنان والطائفة السنية رفيق الحريري، وقبل ذلك تطاوله على سيدات سعوديات عفيفات، وتصريحاته التي تخطى فيها الخطوط الحمراء وحرض على الشعب السوري والسعودية ودول الخليج لصالح إيران ومشروعها الطائفي الإرهابي التخريبي، فهل تستيقظ المؤسسة العسكرية والأمنية والقضائية في لبنان أم تبقى أسيرة الأحزاب والقيادات السياسية؟.