أخونا محمد الحساني كتب مقالا في عكاظ بدأه بدرس لغوي ثم استشهد ببيت الشعر القائل: إذا كان الشتاء فأدفئوني.. فإن الشيخ يهرمه الشتاء ـ ملخص المقال يدور حول نعمة الحر التي نعيشها في بلادنا!
الحساني الذي استخدم كلمة نعيشها ـ كان يتحدث عن البرد وأضراره ومخاطره الشديدة وذهب يستشهد بالأوروبيين الذين: يحسبون لهذه المسألة ألف حساب ويعدون البدائل لتدفئة منازلهم وفنادقهم وأنفسهم ومحلاتهم التجارية في حالة انقطاع التيار الكهربائي عنهم مع أنه نادر ما يحصل ذلك عندهم، لأن عدم وجود البدائل يعني الموت من شدة البرد!
السيد الحساني خلص في مقاله الغريب إلى حمد الله ـ عز وجل ـ على نعمة الحر التي نعيشها في بلادنا!
والذي يبدو ـ والله أعلم ـ أن صاحبنا القدير لا يعرف من بلادنا سوى المنطقة التي يعيش فيها والمناطق القريبة منها.. فلو كان يعرف منطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف أو قادته الظروف الحسنة وتشرف بزيارتهما لما قال ما قال..
كيف يترحم الحساني على مواطني أوروبا ويبث شفقته عليهم، ولا يشعر ـ أو لا يعلم بمعنى أدق ـ عن حالة الناس في الشمال مع فصل الشتاء القارس؟!
ليت مقال الحساني كان دعوة لرجال الأعمال المتكدسين ـ دون جدوى ـ جواره في جدة؛ لمد يد العون والمساعدة لفقراء الشمال الذين لا يجدون ما يواجهون به برودة الشتاء التي جمّدت المياه في المواسير وقتلت البهائم وأهلكت المزروعات..
مخجل أن يتحدث كاتب بحجم الحساني ـ وبعمره الطويل في الصحافة والعمل الإداري والخيري والتطوعي ـ ونكتشف أنه لا يعرف حدود بلاده ولا تقلباتها المناخية.. بل يعرف عن باريس ولندن أكثر مما يعرف عن أطراف بلاده!
الخلاصة: كم أتمنى لو استطعت إجبار السيد محمد الحساني على قضاء شهر يناير في الحدود الشمالية.. عشرة أيام في رفحاء وعشرة أيام في عرعر وعشرة أيام في طريف.. حتى يعرف نعمة الحر التي نعيشها في بلادنا، على حد وصفه!