التطوير والتحديث سمتان لازمتان في المسيرة التنموية للمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حتى اليوم، ولهذا تأتي الزيارة الملكية للمناطق

تشهد مناطق المملكة -هذه الأيام- احتفالات مبهجة بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين لها، فازدانت ترحيبا بضيفها الملك العظيم سلمان بن عبدالعزيز، وظهر لدى السعوديين شعورهم التاريخي الرائع تجاه قيادتهم، لأن الشعب السعودي مؤمن بدينه ووطنه وقيادته التاريخية، ذات الجذور الممتدة أكثر من 3 قرون في جزيرة العرب، تُوّجت مسيرتها السياسية بالوحدة الوطنية العظيمة التي أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- ومن معه من رجال هذه البلاد الأصيلة بأهلها وثقافتها.
فبعد أن كان الناس شتاتا في هذه المنطقة الشاسعة من الجزيرة العربية، التي لم يكن فيها الإنسان طامحا إلا للأمان وتأمين لقمة العيش، قامت أهم وحدة تاريخية في العصر الحديث، فتبدّل الحال في هذه الأرض وسكانها، بعد أن منّ الله عليهم بالوحدة الوطنية، والمكانة السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية المميزة.
ومن يتذكر الكلمة الأولى الوافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين على أسماع المواطنين، بُعيد توليه مقاليد الحكم في البلاد، يذكر تأكيده -حفظه الله- على نهجه وسياسته في السير على الأسس الثابتة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، في الاهتمام بالتنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في كل المناطق، وإرساء العدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة، في إطار نظم الدولة وإجراءاتها، وأن كل مواطن وكل جزء من أجزاء هذا الوطن الغالي، هو محل اهتمامه الشخصي ورعايته الكريمة، ولا فرق في ذلك بين مواطن وآخر، أو منطقة وأخرى.
وتشهد مناطق المملكة اليوم -ومنطقتنا «حائل» على وجه الخصوص- خلال هذه الزيارة الميمونة، مظاهر تعبير صادقة عن أواصر هذه الوحدة واللحمة الوطنية بين القيادة والشعب، لتؤكد للعالم أجمع أنه لا يمكن لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا السياسي والاجتماعي، كما تؤكد للعالم أن «التطوير» و«التحديث» سمتان لازمتان في المسيرة التنموية للمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حتى اليوم، ولهذا تأتي الزيارة الملكية للمناطق، منها إلى منطقة حائل، بعد إقرار رؤية المملكة 2030 و«برنامج التحول الوطني 2020»، اللذين تحققا بفضل جهود سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بما يجسد هذه المسيرة التطويرية والقفزة التنموية الكبرى ذات المكاسب الوطنية.
كما تأتي الزيارة الملكية بعد تدشين البرنامج الرائع «برنامج جودة الحياة 2020»، والذي سيسهم بصورة فاعلة في الاقتصاد الوطني، خلال تشجيع الاستثمار في قطاعات جديدة ومستحدثة، ذات صلة مباشرة بجودة الحياة ورفاهية المواطن، كما سيسهم في تعزيز وتنمية وتنويع الاقتصاد الوطني، خلال إنشاء مناطق خاصة، وإعادة تأهيل المدن الاقتصادية وتطوير قطاعات الرياضة والترفيه والثقافة والفنون، كل ذلك في ظل ما تحويه مناطق المملكة عموما -ومنطقة حائل خصوصا- من ثراء ثقافي وأثري واجتماعي وفرص اقتصادية سانحة.
وخلال الزيارة الكريمة، يستمر الارتقاء والازدهار والتقدم التنموي في حياة المواطن السعودي، بما يرسم بدقة ملامح المستقبل المشرق عبر عملية التطوير والتحديث والتنمية الشاملة، التي تبرز دائما في حديث سمو ولي العهد حول مرتكزات الرؤية الـ3 «العمق العربي والإسلامي» و«القوة الاستثمارية» و«أهمية الموقع الجغرافي الإستراتيجي». ويعدّ موقع منطقة حائل وثراؤها الأثري جزءا حيويا من الموقع الجغرافي العام للمملكة.
إن وطننا ينعم بقيادة سلمان بن عبدالعزيز، الملك المؤرخ والسياسي المدرك لعمق لتاريخنا المجيد، والمحب لوطنه ومواطنيه، والحريص على رفعتهما وكرامتهما، لهو مصدر البهجة والحماس لدى المواطن لأن يكون بنّاءً وفاعلا متفاعلا مع قضايا وطن عزيز وعظيم.