قبل أكثر من شهرين انطلقت الحلقة الأولى من برنامج 'واجه الصحافة'، للإعلامي القدير داود الشريان
قبل أكثر من شهرين انطلقت الحلقة الأولى من برنامج واجه الصحافة، للإعلامي القدير داود الشريان، والحق أن البرنامج حقق النجاح تلو النجاح، على الرغم من توجس البعض، وأن على الشريان ألا يحرق جميع الكروت! وتعجبت حين قرأت هذا الكلام لسبب بسيط وهو أن البدايات القوية تعد شرطاً أساسيا لأي برنامج جديد، فالتحدي هو كيف تكسب هذا المشاهد المستلب - بحق وبدون حق - من قبل الفضائيات.
كتبت عن البرنامج بعد حلقته الأولى، وأبديت تفاؤلا كبيرا، وذهبت إلى أن البرنامج سينجح -إذا سارت الأمور وفق تصور شخصي ظهر لي حينها - وسيشكل انتصارا للسلطة الرابعة، ومنصة استجواب راقية أمام الرأي العام عن مدى تفاعل المسؤولين في السعودية مع المواطن التي تمثله الصحافة في تساؤلاتها. كان للشريان طريقة عملية في الحلقات الإحدى عشرة الماضية، فاستضاف شخصيات عربية مرموقة، ربما لتكوين قاعدة متينة للبرنامج، ولا أعتقد أن مشاهدا للبرنامج سينسى مثلا حلقة الرئيس اليمني، أو حلقة عمرو موسى، أو حلقة الأمير تركي الفيصل، أو حلقة السفير الأمريكي في الرياض، على الرغم من كثرة البرامج الحوارية التي تستضيف شخصيات سياسية كبرى.
لا نريد أن نتدخل في سياسة البرنامج، وما يطرح في هذه الزاوية لا يعدو عن كونه مجرد مقترحات تستمد منطقها من أن المشاهد السعودي يجب أن يشكل عمقا استراتيجيا إعلاميا للبرنامج، فمثلا في حلقة قبل البارحة عن البطالة، أو الحلقات التي سبقتها عن الاختلاط وقيادة المرأة للسيارة، وتأنيث التعليم في الصفوف الأولية، بإمكان الشريان أن يعرف نسبة المشاهدة للبرنامج في تلك الحلقات مقارنة مثلا مع حلقة شيخ الأزهر.
في حلقة قبل البارحة كان المشاهد السعودي يقرأ في إجابات وكيل وزارة العمل الدكتور عبدالواحد الحميد، وفي إجابات محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي الغفيص، إجابات خلف تلك الإجابات، وارتباكاً يشخص –تماما- الوضع القائم المرتبك! وبالتالي فإن الضيفين قد تعرضا لمواجهة حقيقية من قبل الصحافة! وبالطبع إلى جانب الشريان كان لرجل الأعمال الوطني القدير عبدالرحمن الزامل دور في ذلك، كما أن المذيع الخبير طلعت حافظ أكمل الحلقة بمهنية. ليس مطلوبا من الشريان أن يغير في سياسات برنامجه، فبالتأكيد أن له خطة ومنهجا، ولكن المطلوب أن يتوقف ويمعن النظر قليلا في الموضوعات التي يهتم بها الشارع السعودي، وذلك المشاهد الذي تتسابق البرامج لخطب وده في أمور تافهة! فكيف يكون الأمر إن خُطب ود مشاهدته في أمور تتعالق مع حياته؟!