إعلان انشقاق البعض عن كل التحريض على السعودية أصبح واجبا، والحيادية لم يعد لها مكان بيننا، فإما أن تكونوا صفا واحدا، دفاعا عن أرض الحرمين وقيادتها وشعبها، وإما فلكم الجحيم

تزداد الحرب الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية كل يوم بسبب سياسات بعض الدول الانتهازية، وأفكار بعض الأفراد التخريبية، والتي لا تنظر إلى السعودية إلا على أنها خزان نفط ومال كبيرين، يمكن لأيٍّ كان الحصول عليهما بالابتزاز والغش والتزوير والتحريض، ولكن هؤلاء صُدِموا -مؤخرا- بقيادة حكيمة في المملكة العربية السعودية، تقف بالمرصاد في وجه كل محرّض وكل فاسد، وتحمي مقدراتها وشعبها وأرضها وحتى حلفاءها، من غدر الأوغاد الطامعين من الشرق والغرب وبعض الشمال.
أرادوا لنا أن نتحول إلى أدوات في مشروعهم التخريبي، فحوّلوا بعض الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين أبواقا في وجه المملكة العربية السعودية، التي تواجه اليوم مخاطر إيران وميليشياتها في اليمن وباقي الدول العربية، وتقف سدا منيعا في وجه الحملات والطموحات الإيرانية والأطماع الغربية والصفقات الوهمية، التي لا مكان لها إلا في مخيلة كُتابها في بعض الصحف والمحطات المعادية للمملكة وقيادتها وشعبها، والراضية بأن تكون كالعبيد في خدمة مشروع إيران وعصاباتها.
خلال الأيام القليلة الماضية، حصلت تطورات على المستوى الدولي والمحلي، جعلتنا نعرف حجم العداء والحقد الذي تحمله بعض الدول للسعودية، وكان رد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلته الأخيرة مع بلومبيرج واضحا: نحن لا ولن ندفع ثمنا لحمياتنا، ولسنا بحاجة لحماية من أحد، ونحن نشتري أسلحتنا ونصنع بعضها في المملكة، ولا أحد مَنّ علينا بأي شيء، على كافة المستويات السياسية والعسكرية والدبلوماسية.
وكان تأكيد ولي العهد بأن السعودية تحتاج إلى ما يقارب ألفي عام، ربما كي تواجه بعض المخاطر. وأضاف ولي العهد -بكل حكمة- وقال إن الرئيس باراك أوباما خلال فترة رئاسته التي دامت 8 أعوام، قد عمل ضد غالب أجندتنا، ليس فقط في السعودية، وإنما في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا، نحن نجحنا وإدارة أوباما فشلت، وكان الرد الأقوى التذكير «لمن يهمه الأمر» بأن السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأميركية، أي أنها موجودة منذ عام 1744، أي قبل أكثر من 30 عاما من وجود الولايات المتحدة الأميركية، وهنا كانت الرسالة الأخيرة بهذا الموضوع، والتي أسكتت المحرضين والشامتين والمطبلين على أنغام ترمب الحائر بين تحقيقات مولر، وفضائح ستورمي دانيلز.
أما بالنسبة لقضية اختفاء «جمال خاشقجي»، فقال ولي العهد: إن جمال خاشقجي مواطن سعودي، وحريصون جدا على معرفة ما حدث له، وسنستمر في محادثتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث له هناك. وأكثر من ذلك فهو ذهب إلى حد السماح للأجهزة الأمنية التركية بدخول القنصلية السعودية في إسطنبول وتفتيشها، رغم عدم حاجة المملكة لفعل ذلك، وحقها في إغلاق الأبواب في وجه أي مخلوق على وجه الأرض، لأن هذه القنصلية لها حماية دبلوماسية، وهي أرض سعودية لا يحق لأي دولة في العالم أن تدخلها.
باختصار شديد، أقول لكل من يقرأ هذه السطور، إن مؤامراتكم سَتُفضح ومخططاتكم سَتُكشف، وألاعيبكم ستظهر للعلن قريبا، ومن أخفى جمال أو قتله هو ذاته الذي أخفى أسرارا كانت في حوذة القذافي عندما قتله، وكذلك تورط في قتل علي عبدالله صالح، وحرض ويحرض ضد مصالح العرب، ويخدم مشاريع خبيثة تحاول زعزعة أمن بلادنا وحياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
إعلان انشقاق البعض عن كل التحريض على السعودية أصبح واجبا، والحيادية لم يعد لها مكان بيننا، فإما أن تكونوا صفا واحدا دفاعا عن أرض الحرمين وقيادتها وشعبها، وإما فلكم الجحيم تعيشون فيه إلى أبد الآبدين، تحترقون بخبثكم وفسقكم وفجوركم.
اليوم، أظهروا للعالم أجمع هويتكم الحقيقية، وكونوا جنودا في الدفاع عن مملكة العرب السعودية، التي تدافع عن قضاياكم، والتي لها الفضل -بعد الله- في فتح بيوت في كل العالم العربي، بعد أن وفّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من المصريين والسوريين والفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين.
أرجوكم، لا تكونوا ناكرين للخير والمعروف، وجاحدين بحق من يحمي إسلامكم وعروبتكم من غدر الحاقدين والمحرضين.
عاشت المملكة العربية السعودية، وعاش الأوفياء لها وكل التحية لمن أعلن انشقاقه ورفع هويته في وجه المحرضين.