شهدت إيران منذ الانقلاب على حكم الشاه العديد من أعمال العنف والحركات كردة فعل على أعمال القتل والعنصرية والتهجير ومصادرة الحقوق التي تمارس من قبل الحرس الجمهوري وحكومة الملالي،

شهدت إيران منذ الانقلاب على حكم الشاه العديد من أعمال العنف والحركات كردة فعل على أعمال القتل والعنصرية والتهجير ومصادرة الحقوق التي تمارس من قبل الحرس الجمهوري وحكومة الملالي، وكانت معظم هذه الأعمال والحركات من أجل الحصول على الحقوق المدنية والمساواة وحرية المذهب والتعبير، ولكنها قوبلت بإبادة جماعية وهمجية، فكانت إعدامات وتصفية عرقية ومذهبية، إلا أن لغة القتل والاغتيال لم تستطع قمع أصوات الحرية والسلام والعدالة التي كانت وما زالت تشكل تهديدا وصداعا مزمنا لنظام الملالي القمعي. ومع مرور الزمن وصلت هذه الجماعات إلى الضعف، بحيث لم تعد قادرة على مواجهة جبروت الظلم، ومع ذلك كان النظام بين الفترة والأخرى يكيل لها التهم الزائفة لتكون مبررا لمزيد من العنف والإقصاء ضدهم. لقد ظل الظلم الفادح الذي يتعرض له الشعب الإيراني السبب الرئيسي في تهييج الوحوش الكامنة في أرواحهم، والخروج المتكرر لمواجهة الظلم والطغيان في معركة غير متكافئة.
إن تشدق إيران بأنها إحدى الدول الإسلامية لن يكون صحيحا ما لم تتوقف عن التدخل في حقوق الدول الأخرى وإحلال الخراب والدمار. وعندما ننظر إلى الوضع في العراق وسورية واليمن نؤمن إيمانا تاما بأن إيران ليست سوى وجه آخر للشيطان في أبشع صوره.
لقد خسرت إيران ثقة الجيران وثقة العالم، ثم فقدت ثقة شعبها، وعندما تخسر دولة ما ثقة شعبها فهذا يعني أنها خسرت كل شيء. إن حاضر ومستقبل كل دولة إسلامية متوقف على كم القيم الإسلامية والأخلاقية التي تتحلى بها تلك الدولة، وعندما تصبح إيران بدون قيم فلن يكون لها حاضر أو مستقبل. إن التنمر والتجبر وعدم الاستماع لصوت العقل هو نوع من العمى الهمجي الذي يؤدي إلى إفساد الحياة العامة، وهذا ما يعانيه الشعب الإيراني حاليا.
لقد تركت إيران أمر التنمية والنهضة والرخاء لشعبها واهتمت بتحويل المسائل الخلافية إلى معتقدات يقينية، وكل من يخالفها فهو خائن لولاية الفقيه!!. لقد أسهمت ولاية الفقيه في نشر الأفكار المتطرفة، واستخدمت الجهلة والمغفلين لتحقيق مآربها وأطماعها، فأصبحوا يقتلون الناس بسبب وبدون سبب، حتى تخلصوا من آدميتهم وأصبحوا أدوات قتل، ويتضح هذا جليا فيمن أسمو أنفسهم حزب الله وأنصار الله.
إن البسطاء والجهلة في كل مكان هم موضع رهان الغلاة والطغاة، وهذا ما استغلته إيران في أطفال اليمن والعراق وسورية الذين يعانون من الجهل والأمية. لقد أصبحت إيران وأتباعها هي الشر المستطير الذي يهدد العالم الحر، ويفسد على الشعوب حياتهم وتنميتهم وأحلامهم.
وعبر تاريخ ولاية الفقيه كان الاستخفاف بالدماء واستسهال تكفير المعارضين هي الصفات البارزة للنظام القمعي. لقد أصبحت إيران هي السرطان الذي يهدد الإسلام والسلام والحريات والحضارات، ولا بد من توحيد الجهود لاستئصال هذا المرض الخبيث الذي ما زال ينخر في جسد الشعوب منذ قدوم الخميني على طائرة الانقلاب.. ويظل الأمل في تلك الأرواح الحرة ذات الضمائر الحية داخل إيران وخارجها، لقمع النظام الظالم وإرساء العدل والسلام في بلاد فارس.