رفضت أسرة المريض محمد الوادعي، والمنوّم في مستشفى عسير المركزي، إثر إصابته بشلل رباعي، بعد تعرضه لحادث مروري قبل 8 أشهر، بيان المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة عسير، والذي أصدرته أمس حول حالة المريض المتردية بعد تداول وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لحالته، تظهر تراجع حالته وإصابته بتقرحات خطرة في جميع أنحاء جسمه.
إمكانات العلاج
أكدت شقيقة الوادعي «خديجة» رفضهم بيان صحة عسير، وشبّهته بذر الرماد في العيون، وأرجعت تردي حالة شقيقها إلى الإهمال والتسليم بأنه لن يتشافى، كونه مشلولا وقالت إنها أرسلت مقاطع وصورا مؤلمة لشقيقها لعدد من المسؤولين في صحة عسير، ولم يتجاوبوا، بل إن مسؤولا كبيرا في الإدارة ردّ عليها برسالة واتس قبل 4 أشهر، بأن الحالة غير قابلة للتحسن، مما اضطرها إلى نشر المقاطع الأخيرة لشقيقها، وهي ما أجبرت صحة عسير على نشر بيان، ليتهم «صمتوا» فلن نقبل بنقله إلى أي مستشفى حكومي أو خاص داخل منطقة عسير، فجميعها لا تمتلك أي إمكانات للعلاج، وإنما هدفهم جمع المال على حساب صحة شاب بريء، وتساءلت شقيقة الوادعي عن عدم تجاوب مسؤولي الصحة مع توجيه أمير منطقة عسير حول ضرورة علاج شقيقها في أرقى المستشفيات سواء داخل المملكة أو خارجها. وأضافت، إذا تعذر علاجه وقبوله داخل المملكة، فلماذا لا يتم نقله خارج المملكة؟.
حقوق الإنسان
كشفت شقيقة الوادعي رفعهم شكاوى لعدة جهات حقوقية حول تردي صحة شقيقها بسبب الإهمال، وعدم تجاوب وزارة الصحة مع توجيه سمو أمير منطقة عسير، ومطالبهم وضرورة مساواته بحالات مشابهة تم نقلها، كونها تملك الواسطة، أما محمد فمن أسرة فقيرة لا حول ولا قوة لها، إلا بالله سبحانه وتعالى, وقالت إن آخر شكوى قدمت لجمعية حقوق الإنسان لعل وعسى أن يأتي تدخلهم بنتيجة لإيقاظ الضمير لدى المسؤول في وزارة الصحة.
بيان صحة عسير
تابعت صحة عسير باهتمام بالغ ما تم تداوله من مقاطع فيديو مؤخرا، عن حالة المريض محمد سعيد الوادعي -نسأل الله له الشفاء والعافية- ويظهر على جسم المريض خلال الفيديو ما يُعرف طبيا بـ»التقرحات السريرية»، والتي يؤكد الأطباء المختصون أنها متوقعة الحدوث لدى المرضى الذين يمكثون فترة طويلة على الأسرة، ولا يستطيعون التحرك إذ إن طول الملاصقة للسرير تتلف طبقات الجلد.
الإجراءات الطبية
أضاف البيان أنه ولمزيد من الحرص والتأكد من سير الإجراءات الطبية المقدمة للمريض «الوادعي»، بالشكل المتعارف عليه طبيا، فإن المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة عسير الدكتور محمد علي الهبدان، أصدر توجيها عاجلا بتشكيل لجنة متخصصة من «صحة عسير» للشخوص إلى مستشفى عسير المركزي، ومراجعة كامل الإجراءات الطبية المقدمة للمريض، ومدى توافقها مع الأصول الطبية العالمية.
كما وجه «الهبدان» بسرعة التنسيق لنقل المريض إلى أحد المستشفيات الخاصة والمتخصصة في منطقة عسير، كون حالة هذا المريض تصنف ضمن الحالات التي يتطلب وضعها الصحي تنويما طويل المدى.
علاج تأهيلي
توضح «صحة عسير» أن المريض يحتاج إلى علاج تأهيلي حركي في مركز متقدم، وعليه فقد تم «تكرار» إرسال طلب تحويل للمريض إلى عدد من المستشفيات والمدن الطبية التخصصية خارج منطقة عسير، وفي انتظار قبول الطلب.
كما أنه قد تم توريد جهاز خاص لحالة المريض الوادعي، وهو جهاز منظم لانقباض الحجاب الحاجز، ويجري التنسيق لإجراء الجراحة وتركيب الجهاز بإشراف فريق طبي متخصص من مستشفى عسير المركزي، وذلك عندما تكون حالة المريض ملائمة لإجراء العملية.