خلقت المرأة لتنشر الحب والجمال والدهشة في الأرض، ويتجلى ذلك عندما تكون أما أو زوجة أو أختا أو معلمة أو مربية أو طبيبة أو ممرضة، لكن هذا الأمر يكاد أن يتوارى عندما تكون مسؤولة مباشرة أو قائدة خصوصا على بنات جنسها.
خلقت المرأة لتنشر الحب والجمال والدهشة في الأرض، ويتجلى ذلك عندما تكون أما أو زوجة أو أختا أو معلمة أو مربية أو طبيبة أو ممرضة، لكن هذا الأمر يكاد أن يتوارى عندما تكون مسؤولة مباشرة أو قائدة خصوصا على بنات جنسها.
الفرق بين قيادة المرأة وإدارتها وقيادة وإدارة الرجل كالفرق بين حكم كرة قدم عالمي وحكم من إحدى الدول المتأخرة كرويا، فالحكم العالمي يدير أقوى المباريات في العالم بروح القانون، فلا تكاد تسمع صافرته خلال تسعين دقيقة إلا في أضيق الحدود، لدرجة أنك تنسى أن هناك حكما، وتتفرغ للاستمتاع باللعب الحقيقي والجمل الفنية، بينما الحكم الآخر يستخدم الصافرة في الدقيقة مرتين، أو ثلاث، لأنه متمسك بنص القانون ولا يعرف شيئا عن روحه، ويظن أنه يحكم السيطرة على المباراة إذا تدخل في جميع التفاصيل، وحشر صافرته البغيضة في كل لقطة، لكنه في الحقيقة يفسد المتعة ويوتر اللاعبين ويفقدهم التركيز، ويتسبب في احتقان الجمهور والمشاهدين، ويكون لقمة سائغة للنقد والتجريح، وتتحول الأنظار إليه فيكون هو المحور وليس المباراة، فيخرج الأمر عن لبه وجوهره.
يقول أحدهم:
قبل ظهور نظام نور قررنا السفر برا من شمال المملكة لجنوبها لزيارة الأهل والوالدين، وحصلت من عملي على إجازة عشرة أيام، وكنا نود الاطمئنان على نتائج أولادنا قبل السفر، فأخذت زوجتي بعد نهاية الاختبارات بيوم واحد إلى مدرسة البنات لاستلام شهادة ابنتنا، فيما ذهبت أنا لاستلام شهادات الأولاد من المدرسة المجاورة، واستقبلني المدير استقبالا حسنا، وطلب تجهيز شهادات الأولاد بسرعة فائقة وسلمني إياها متمنيا لي رحلة سعيدة، عدت لمدرسة ابنتي فوجدت زوجتي تنتظرني في الخارج، فحمدت الله على تيسير الأمور، ولكن ما أن أقفلت باب السيارة خلفها حتى انفجرت غاضبة تحكي لي الموقف المشين الذي مرت به في غيبتي، حيث رفضت مديرة المدرسة طلبها وبقوة، بحجة أن موعد تسليم الشهادات سيكون مطلع الأسبوع القادم، وليس هناك أي استثناء لابنتنا ولا غيرها، فالنظام نظام، ويمشي على الجميع، قالت لها زوجتي بهدوء: إن انتظارنا حتى مطلع الأسبوع يعني أننا نخسر أربعة أيام من إجازتنا القصيرة، فضلا عن مسافة الطريق التي تستهلك يومين ذهابا وإيابا، فردت المديرة ببرود:
حسنا، ليس من الضروري أن تأخذ ابنتك شهادتها معها!!
كان تعنت تلك المديرة باسم النظام والمساواة سببا في تعاسة طفلتي التي قضت إجازة حزينة وهي ترى نظيراتها من بنات العائلة يتبادلن الشهادات ويحصلن على الهدايا من هنا وهناك، بينما تكتفي بابتسامة صفراء جوابا لكل من يسألها كيف النتيجة وكم ترتيبك وماهو تقديرك!!
حاليا تم تغيير مسمى مديرة إلى قائدة، والقيادة من أبسط معانيها الحل والربط واتخاذ القرار والشجاعة الأدبية ودماثة الخلق وحسن التعامل مع الآخرين، والتعامل بروح القانون وليس نص القانون، ترى كم مديرة أو قائدة في مدارسنا أو مكاتب الإشراف النسائية تقود العمل بعقلية حكم عالمي؟!