بانمونجوم: الوكالات

بعد عقود من النزاع، وخلال لقاء تاريخي جمعهما أمس، تعهد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، بالسعي إلى تحقيق السلام ونزع السلاح النووي.
ووقّع الزعيمان إعلانا يتضمن الموافقة على العمل، «لنزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية». وشمل الإعلان تعهدات بالحد من التسلح ووقف «الأعمال العدائية»، وتحويل الحدود المحصنة بين البلدين إلى «منطقة سلام»، والسعي لإجراء محادثات متعددة الأطراف مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق أمس، شارك زعيم بيونج يانج، كيم جونج أون، في جولتين من المحادثات مع نظيره الكوري الجنوبي مون جيه إن.
وخلال جلستيهما، تبادل الطرفان وجهات نظرهما بصراحة بشأن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وإقامة السلام الدائم، وتطوير العلاقات بين الكوريتين.


بيان مشترك
قال الزعيمان في بيانهما المشترك، إنهما سيدفعان نحو تدشين «محادثات ثلاثية بينهما والولايات المتحدة، أو رباعية تشمل أيضا الصين، لتحويل الهدنة إلى معاهدة سلام لإحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية». وأضافا «نأمل أن تعلن جميع الأطراف رسميا نهاية الحرب بحلول نهاية العام الحالي».
وفي السياق، ذكر البيان المشترك أن الزعيمين تعهدا أيضا بـ«نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، علاوة على ضمان عدم نشوب أي حرب».
وأضاف أن «رئيس كوريا الجنوبية سيزور جارته الشمالية الخريف المقبل، وإنه اتفق مع الزعيم الكوري على عدم نشوب أي حرب، ووقف جميع الأعمال العدائية».

التواصل بين الأسر
تابع البيان «الكوريتان اتفقتا أيضا على إعادة التواصل بين الأسر التي فرقتها الحرب، وتأسيس مكتب اتصال دائم» حول هذا الشأن «في مدينة كايسونج على حدود كوريا الشمالية»، مشيرا إلى عزم الكوريتين على توسيع التبادل المدني، ومتابعة الأحداث الرياضية، والثقافية المشتركة بينهما. ومن المتوقع أن تقام اجتماعات جمع شمل الأسر التي فرقتها الحرب الكورية «1950 - 1953» في 15 أغسطس المقبل، الذكرى السنوية لتحرير شبه الجزيرة من الحكم الاستعماري الياباني، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي المناسبة التي تحتفل بها كلتا الكوريتين.

تغريدات ترمب
تأتي القمة قبل أسابيع من لقاء مزمع بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترمب، لبحث نزع السلاح من شبه الجزيرة الكورية.
وقال كيم قبل أن يبدأ مع مون وكبار مساعديهما المحادثات «إننا اليوم عند خط بداية، إذ يسطر تاريخ جديد من السلام والرخاء والعلاقات بين الكوريتين».
وفي تعليقه على اللقاء التاريخي بين زعيمي الكوريتين، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في تغريدة، إن «الحرب الكورية في طريقها إلى النهاية»، الولايات المتحدة وكل شعبها العظيم يجب أن تكون فخورة بما يجري الآن في كوريا.
وفي تغريدة لاحقة، قال ترمب «أمور جيدة تجري، لكن وحده الوقت سيبلغنا بالنتائج».
ومن المتوقع أن يلتقي ترمب مع كيم أواخر مايو أو في يونيو».

حرارة اللقاء  
كان القائدان قد التقيا في المنطقة منزوعة السلاح شديدة التحصين بين البلدين، وتصافحا بشكل حارّ وتبادلا الابتسام والأحاديث، معلنين أنهما سيعملان على التوصل إلى اتفاق لتحقيق سلام «دائم وراسخ» في شبه الجزيرة. وأصبح كيم أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، بعد أن صافح مون فوق حاجز خرساني قصير يرسم الحدود بين البلدين، في قرية بانمونجوم التي تعرف بقرية الهدنة.