يتوافد الملايين من المسلمين إلى مكة المكرمة بموسم الحج مما قد يعرضهم لبعض الأمراض الناتجة عن الزحام الشديد، ناهيك عن الإرهاق والتعب ودرجات الحرارة المرتفعة ومعدل الأعمار العالي للحجاج، وخصوصاً أن منطقة الحج لا تتعدى بضعة كيلومترات يختلط فيها ملايين البشر.

يتوافد الملايين من المسلمين إلى مكة المكرمة بموسم الحج مما قد يعرضهم لبعض الأمراض الناتجة عن الزحام الشديد، ناهيك عن الإرهاق والتعب ودرجات الحرارة المرتفعة ومعدل الأعمار العالي للحجاج، وخصوصاً أن منطقة الحج لا تتعدى بضعة كيلومترات يختلط فيها ملايين البشر.
وقد أشارت بعض الدراسات إلى ارتفاع نسبة تفشي أمراض الجهاز التنفسي أثناء الحج للأسباب السابقة المذكورة، حتى أشارت إحدى الدراسات إلى أن حوالي 20%من الحجاج قد يواجهون أعراضا تنفسية وقت أو بعد الحج. وفي عدة دراسات أخرى أثبتت الأرقام أن حوالي 75%من مرتادي أقسام الطوارئ يعانون من التهابات تنفسية، وأن 50%من أسباب التنويم بالمستشفيات تعود لأعراض تنفسية والتهابات رئوية.
ويعود الكثير من الحجاج لحياتهم الطبيعية بعد انقضاء موسم الحج مسرورين، ولكن الكثير غير مدرك لأنهم يكونون (مدججين) بالكثير من الفيروسات الموسمية وخاصة التنفسية منها، ولذلك نسمع عن انتشار الرشح (الإنفلونزا) بعد موسم الحج، وقد يتساهل البعض ويقوم بالاختلاط مع المجتمع ناشراً هذا الوباء الذي قد يتسبب بأضرار جسيمة وبخاصة لكبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، وبحسب منظمة الصحة العالمية تتسبّب الإنفلونزا الموسمية في حدوث نحو ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة مرضية شديدة وفيما يتراوح بين 000 250 و000 500 وفاة سنويا.
وبعد حملات التوعية الجيدة بالسنوات السابقة ارتفع معدل الإقبال على تطعيمة الإنفلونزا الموسمية، ولكن يجب على الحجاج عدم إغفال وباء بكتيري آخر قد ينتقل بسبب الزحام الشديد ألا وهو (التهاب السحايا)، الذي ترتفع معدلات الوفيات فيه بشكل كبير في حالة عدم علاجه، وتظهر أعراضه بصداع شديد وارتفاع في درجة الحرارة، وقد تتطور إلى فقدان للوعي وتشنجات شديدة بالحالات المتقدمة.
وثالث التهابات الحج الشهيرة هو الالتهاب الرئوي الذي قد يتسبب بـ2 إلى 3 ملايين وفاة كل عام بين الناس من مختلف الأعمار، وتنصح المراجع الطبية العالمية بإعطاء اللقاح لجميع المرضى الذين يتجاوزون عمر 65 عاما، مع أهمية إعطائه لبعض الحالات في أعمار مبكرة مثل (المدخنين، المصابين باعتلالات شديدة بالرئتين أو القلب أو الكلى أو المصابين بأمراض السكري)، وهذا يعني أن شريحة كبيرة من المجتمع يجب عليها أخذ هذا التطعيم المهم. وقد يغفل الكثير من الحجاج عن أن اللقاحات تحتاج إلى 10 أيام للعمل وإفراز المضادات بالجسم، فيجب عليهم الحصول عليها بوقت مناسب.
ويجب عدم الخلط بين تطعيمات الحج واللقاحات الإلزامية التي يجب أخذها حتى لغير الذاهبين للحج، فاللقاح الموسمي للإنفلونزا ولقاح الالتهاب الرئوي (حسب العمر والحالة الصحية) يجب أخذهما حتى لو لم تكن (حاجاً)، فالالتهابات الرئوية تنتشر بموسم الشتاء بشكل كبير جدا وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وموسم الشتاء قادم بعد الحج وهو موسم (الفيروسات) والالتهابات.
وسوف نرى الكثير من الرسائل والفيديوهات غير الصحيحة والمجتزأة التي تروج لمؤامرات كونية وتدعو إلى مقاطعة التطعيمات والعودة إلى (العصور) الحجرية، وشخصياً أعلم أني لست بتلك الأهمية لكي يجتمع علماء العالم من أجل رسم (نهاية لي)، وسأموت على فراشي حتف أنفي كما يموت (البعير)، فلا نامت أعين (البكتيريا والفيروسات).