مكة المكرمة: إبتسام شقدار، أحمد الجهني، مصلح الفرحان

ذكر شهود عيان في حي الملاوي بمكة المكرمة لـ«الوطن» أمس أن المواطن الذي أقدم على قتل بناته الثلاث أمام والدتهن كان يريد قتل الأم أيضا لولا تدخل أحد جيرانه، وهو من جنسية إفريقية، الذي خلص الأم من بين يديه، وذلك بعد سماعه صراخها، فيما ذكر أحد الجيران أن الجاني سبق أن اعتدى على أبنائه وقبضت عليه الشرطة قبل شهر، قبل أن يطلق سراحه بكفالة، مدعيا أن المتهم من المدمنين على تعاطي المخدرات.

 

أصوات استغاثة

بدأت الحادثة بعد أن سمع أحد الجيران أصوات استغاثة من منزل الجاني وكانت زوجته تصرخ وتقول إن زوجها قتل بناته الثلاث، وعلى الفور قام الجار بإبلاغ مركز العمليات الأمنية الموحدة 911 الذي بدوره نقل البلاغ إلى الجهات المختصة، حيث باشرت الدوريات الأمنية والشرطة والهلال الأحمر والطب الشرعي مسرح الجريمة، كما تم على الفور القبض على الجاني وتحريز سلاح الجريمة عبارة عن «سكين»، ونقل الأم التي كانت تعاني من انهيار عصبي إلى مستشفى الملك فيصل بالششة.
من جانبه، أكد مصدر مطلع في مستشفى الملك فيصل لـ«الوطن» أن الزوجة في العقد الثالث من العمر إفريقية الجنسية، حين وصولها لقسم طوارئ المستشفى كانت تعاني من انهيار عصبي وبكاء وتدلي بأقوال حول الحادثة، وجرى إعطاؤها إبرة مهدئة، وبعد استقرار حالتها غادرت المستشفى مع الجهات الأمنية للإدلاء بأقوالها في تفاصيل ومجريات الحادثة بقسم شرطة القرارة.
إلى ذلك، ذكر عدد من الجيران أن الجاني كان شخصا سويا، إلا أنه كان يعاني من خلافات أسرية دائمة.


اعتداء سابق
قال أحد الجيران لـ«الوطن» إن المتهم سبق أن اعتدى على أبنائه قبل شهر وتم القبض عليه من قبل الجهات الأمنية، وذلك قبل أن يطلق سراحه بكفالة، مدعيا في أقواله أن الجاني من مدمني المخدرات.
وقال جار آخر إن الجاني يبلغ من العمر 35 عاما، وأقدم على قتل بناته أمام والدتهم، وبعد أن نحرهن جميعا كان يريد قتل الأم لولا تدخل أحد جيرانه من الجنسية الإفريقية وعدد من الجيران الآخرين بعد سماع صراخ الأم المكلومة. من جانبه، ذكر عامل البقالة المجاورة لمنزل الضحايا عبدالجليل لـ«الوطن» أن القاتل جاء إليه الساعة 10 من صباح أمس واشترى بعض الأغراض قبل أن يتوجه إلى منزله ويرتكب جريمته. وأضاف: لم يكن هناك ما يشير إلى أن الرجل مضطرب في لحظة دخوله إلى البقالة.

فتح ملف المرضى النفسيين والمدمنين
قال عضو جمعية حقوق الإنسان بمكة المكرمة الدكتور محمد السهلي لـ«الوطن» إن الحادثة ليست الأولى من نوعها بل تكررت خلال السنوات الماضية، وإذا لم يكن هنالك تدخل واضح فستكون هذه الحادثة ظاهرة منتشرة. وشدد على أن الجمعية سبق وأن نبهت وأشارت إلى ضرورة فتح ملف المرضى النفسيين والمدمنين، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة التي تُبعدهم عن المجتمع، ووجوب إدخالهم إلى منتجعات صحية تساعدهم على العلاج خلال فترة قصيرة وتحد من خطورتهم على المجتمع، إلا أن هذا المقترح لم يتم تنفيذه.
وأشار السهلي إلى أن المعتلين نفسيا أشد خطورة من مدمني المخدرات فهم فاقدون للأهلية وقد تظهر منهم جرائم كثيرة وغالبا ما تكون جرائم قتل أو اعتداء على الأشخاص القريبين منهم.