الأندية الكبيرة لا تقف على كادر معين، مهما كانت قيمته.
صحيح، إذا وُجِد داعم ويملك شخصية قوية في إدارة العمل، من شأن ذلك نهوض الكيان إلى مؤشرات عالية، والأكيد أن ابتعاده لا يمكن أن يهز ملامح العطاء، لأن الصرح المؤسس يكون مبنيّا على أرضية قوية، ومن هذا المنطلق يبقى الصرح شامخا والكوادر تغادر.
تلك الاستهلالة تجلّت أمامي بعد تواتر الأخبار والإشاعات -الأسبوع الماضي- بإعفاء رئيس الهلال من منصبه، ومغادرة العابد للاتحاد، ورحيل ابن شرقي، وجلب لاعب العين الإماراتي عموري، وملامح أخرى تراءت في المشهد الهلالي، وأحدثت توترا في أوساط عشاق الزعيم.
ورغم إيماننا أن الجابر يتفرّد بشخصية مختلفة، نظير خبراته لاعبا ومدربا وإداريا، إذ تشكّل لديه مخزون يؤهله لتحقيق أفضل المكتسبات، لكن لا يمكن أن يقف الهلال على شخصية بعينها، سواء كانت إدارية أو لاعبا.
سبق أن غادر رؤوسا كثر، ومدربون ونجوم، ورغم ذلك ظل الهلال يعطي بسخاء، وكان بعضهم يظن أن الكيان الأزرق سيهتز بعد مغادرتهم، غير أن الإنجازات والأمجاد تواصلت، وظهر هلال جديد بوجه مختلف، وهذا يؤكد أن الكيان يبقى صامدا مهما كانت قوة التغيرات.
وأمام تلك الحقيقة، يتعين على محبي الهلال أن يكونوا على دراية أن تلك الغمامات التي تثار حول ناديهم، الهدف منها محاولة زعزعته، تحديدا في مثل هذا التوقيت، الذي يستعد للمنازلة على لقب السوبر السعودي، والصراع العربي الكروي.
وبعيدا عن المشهد الهلالي، لاحت خلال الأيام الماضية كثير من البشائر التي ألمح إليها رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، وكانت الشغل الشاغل لدى عشاق الوسط الرياضي، واختلفت الآراء والتفسيرات، كلٌّ يقلب الأوراق والتوقعات بزاوية يراها تلامس الحقيقة، والصحيح أن هناك مستقبلا مضيئا ينتظر رياضتنا، فبعد أن افتكّت من غول الديون باتت مقبلة على الحصاد والنهوض بمؤشراتها الاقتصادية، وأعتقد أن هناك أكثر من ناد سيدخل دائرة الخصخصة، وستأخذ رياضتنا وجها مختلفا في طريقة صياغة اللاعبين، وتحديدا بتفعيل الاحتراف الذي سيلازم اللاعب داخل وخارج الملعب، ومتى ما كان الاحتراف بهذا المشهد، فإن من شأن ذلك وجود منتخبات قوية تقارع في الميادين الإقليمية والقارية.