بيروت: أسماء وهبة، فاطمة حوحو


يواجه حزب الله أزمة انتخابية كبيرة في منطقة البقاع وتحديدا بعلبك – الهرمل، التي تعتبر أحد معاقله الأساسية، وخزانه الجماهيري الذي يعول عليه انتخابيا، حيث تفاجأ إبان التحضير للانتخابات البرلمانية، بوجود قاعدة شعبية رافضة له إلى جانب وجود قوائم منافسة لخوض الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها الشهر القادم، مما قد يعرضه لخسارتها، وبالتالي فقد صورته أمام مناصريه، خاصة في ظل صعوبة تنفيذ وعوده التي قطعها لمؤيديه طوال السنوات الماضية.

الضغط على العائلات

يأتي ذلك في وقت تؤكد أوساط في مدينة بعلبك، أن الميليشيا تعمل جاهدة للضغط على العائلات، للحد من خسارة المعركة الانتخابية في منطقة البقاع الشمالي، بعد اعتراض الأهالي على لائحة الترشيحات التي أعلنها الحزب، بسبب عدم اختياره مرشحين يمثلون أهالي المنطقة، حيث اتهم بعضهم حزب الله باستئثار القرار في المنطقة دون استشارة العائلات فيها، والسعي إلى بلورة خيار تمثيلي إنمائي محلّي من أجل حل أزمتها الاجتماعية ومشكلاتها التنموية، وتنفيذ مشاريع خدماتية غائبة عن المنطقة منذ عقود.
وانطلاقا من هذه النقطة تعززت فرص تشكيل لوائح في وجه لائحة الحزب وحركة «أمل» من عائلات المنطقة، التي رفعت شعار العمل الدائم قبل الانتخابات وبعدها، والالتزام بالوعود التي قطعت للناس من أجل بناء تيار متماسك واضح الأهداف ناشط على مدار الأيام حاملا هموم الناس وآلامهم ومشاريع بناء دولة العدالة والقانون للجميع. وبحسب مراقبين، دفع هذا الواقع، أمين عام الحزب، حسن نصر الله، إلى الخروج والتدخل شخصيا لمخاطبة أهالي البقاع الشمالي حتى يدعموا لائحة حزب الله وحركة أمل المهددة بالخروقات والخسارة.

الاعتراف بالفساد

يرى مراقبون للشأن اللبناني أن جميع تحركات الحزب تشي بأنه بات يعاني أزمة حقيقية في معقله الأساسي الذي يعول عليه في تحركاته الداخلية والإقليمية، لا سيما في الأحياء الأكثر تهميشا وتفلتا في الضاحية، كالأوزاعي وحي السلم والليلكي والمريجة، والتي أصبحت تشكل أعباء أمنية على الثنائية الشيعية «حركة أمل وحزب الله»، مؤكدين أنه غالبا ما تؤدي الخلافات بين هذه العشائر إلى انفجار الخلاف بين الحزبين.
وشدد المحلل السياسي والكاتب غسان حبال في حديث لـ«الوطن»، على أن هذا الإهمال ليس وحده هو الذي جعل حزب الله ينزوي انتخابيا وسط بيئته الحاضنة، بل هو وجود الفساد الذي اعترف به نصرالله مؤخرا، وأكد على ضرورة محاربته، في وقت أبدى عدد من المواطنين خلال تعليقاتهم أنهم لن يشاركوا في الانتخابات المقبلة حتى لو دعا إليها أمين الحزب، أو رئيس حركة «أمل»، نبيه بري.
وأشار حبال إلى أن هذه الأزمة يمكن أن تدفع الميليشيا اللبنانية إلى الانكفاء داخليا ومحاولة تثبيت مواقعها، وترك الدخول في متاهات أجواء التوتر الإقليمي غير المحسوبة نتائجها، أو على الأقل تأجيل انخراطها كطرف في التطورات الإقليمية إلى بعد الانتخابات النيابية.

أزمات تواجه الحزب

01 تنامي الفساد والبطالة في مناطق سيطرته
02 العجز عن الوفاء بوعوده الانتخابية
03 تفاقم معارضة واستياء المواطنين إزاء أجنداته
04 حيرة الانشغال بالداخل اللبناني وحروب المنطقة
05 بروز لوائح انتخابية منافسة ومعارضة لتوجهاته