كانت من أهم التحديات التي تواجه الخدمات الصحية هي عدم القدرة على توفير الخدمة الصحية في الوقت والمكان المناسبين، بالإضافة إلى عدم وجود نظام متكامل لتكنولوجيا المعلومات للرعاية الصحية. ومن أجل ذلك أطلقت وزارة الصحة ضمن برنامجها الوطني للتحول الصحي سبع مبادرات محورية لإصلاح القطاع الصحي كان أحدها توفير الأدوات الرقمية (التطبيقات) للخدمات الذاتية للمرضى، والوقاية من الأمراض والرعاية المتصلة وفعالية القوى العاملة. ولتحقيق تلك المبادرات المحورية بدأت وزارة الصحة في تنفيذ أهدافها الإستراتيجية، وكان أحد أهم هذه الأهداف تسهيل الحصول على الخدمات الصحية، والذي يعتمد بشكل كبير على تحسين كفاءة وفاعلية قطاع الرعاية الصحية من خلال تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي. ولعل أهم محاور التحول الصحي الإلكتروني، هو الملف الموحد والخدمات والتطبيقات الإلكترونية، بالإضافة إلى المرصد الصحي وتخطيط الموارد والاستخدام الأمثل لها، والذي سيؤدي تلقائيا إلى تقنين الهدر.
ومن أهم البرامج الإلكترونية التي أطلقتها الوزارة وحققت نجاحا ملموسا، نظام تحويل الحالات المرضية بين المستشفيات، وبرنامج حصن لمراقبة كفاءة التطعيمات الوقائية، ونظام أرشفة صور الأشعة إلكترونيا، وبرنامج استشارة الطبيب عن بعد، بالإضافة إلى إطلاق منصات مؤشرات الأداء كأحد أهم الآليات لقياس الأداء المؤسسي.
 وخلال الأسبوع الماضي أطلقت وزارة الصحة برنامج موعد الإلكتروني، وبرنامج موعد هو خدمة إلكترونية تقدمها وزارة الصحة السعودية لتمكين المريض من حجز مواعيده في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وإدارة هذه المواعيد بتعديلها أو إلغائها، وكذلك إدارة مواعيده الأخرى في أي مستشفى تتم إحالته إليه من خلال قنوات مريحة يوفرها النظام.
ولعل من أهم مزايا هذا البرنامج أنه يختصر أوقات الانتظار على المريض، وكذلك يمكِّن الطبيب من معرفة عدد المرضى الذين سيقابلهم في ذلك اليوم وربما نوعية المرض وتطوره مع مواعيد المتابعة. ورغم أن البرنامج تواجهه العديد من التحديات والصعوبات والتي تتمثل في وجود الخدمة المناسبة والإمكانيات الكافية لتقديم الخدمة حسب التوزيع الجغرافي للسكان، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية الإلكترونية في عدد من المواقع، ونقص المورد البشري لتفعيل البرنامج. كذلك صعوبة التوعية اللازمة للمواطنين للالتزام باستخدام البرنامج، فهذا الالتزام لن يكون إلا مع الثقة في جودة ومخرجات البرنامج في تحقيق رضاهم وراحتهم.
وعلى الرغم من تلك الصعوبات والعوائق فالبرنامج يعتبر إضافة هامة لوزارة الصحة في تقديم الخدمات الصحية وتجويدها، ونجاحا آخر في ملف الخدمات الصحية الإلكترونية.