هي قصة حقيقية ربما حدث مثلها كثيرا جدا، لكنها فعلا جديرة بالتوقف عندها وعند معانيها التي لا تخفى على أذكياء مثلكم.
تقول القصة في أول مناسبة عائلية دعتها إليها حماتها الجديدة كانت متخوفة جدا، لأن حماتها قالت إن زوجته الأولى ستكون موجودة، وهي سيدة عاقلة ومتفهمة زواج زوجها الثاني، والحماة تتوقع أنها ستكون مثلها تماما.
في غرفة الجلوس جلست تتطلع للنساء تبحث عن زوجة زوجها الأولى، لكن لا أحد كان مناسبا للصورة التي في مخيلتها، وفي لحظة ما قدمت نحوها سيدة جميلة ورشيقة ترتدي فستانا قصيرا أظهرها أصغر سنا من عمرها الحقيقي، وشعر أشقر ينتشر على منكبيها وباركت لها، وهي تقول أنا أم عبدالله، وسألتها عن عملها وكيف ستنتقل إلى مدينتهم، وأخبرتها عن خبرتها في العمل في مدارس الحي القريبة، كانت السيدة لطيفة جدا لدرجة قررت أن تسألها عن زوجة زوجها الأولى، فقالت بصوت خافت وهي تميل نحوها «في الحقيقة أني أرغب بالسلام على زوجة زوجي فهد، هو قال لي إنها سيدة لطيفة»، ضحكت السيدة برقة شديدة وقالت «فيه الخير أبو عبدالله، والله أنا زوجته الأولى ألم أقل لك أم عبدالله»، وقامت تقودها للعشاء الذي لم تجاوز لقمة منه حلقها حيرة وخجلا.
في السيارة صرخت به إذا كانت بكل هذا الجمال وهذا اللطف لماذا تزوجت عليها؟ تطلع نحوها مطولا ثم قال لا شيء ينقصها، لا يتزوج الرجال على زوجاتهم لأنهن ناقصات أو غير جميلات، من أين جاءتك هذه الفكرة، فعندما خطبتك قلت لك إني رجل قادر وأريد التعدد، لم أذكر لك أي شيء عنها، صرخت قلت ابنك في الجامعة وهي مدرسة تدبير، فتخيلتها سيدة كبيرة في السن وتحب الطبخ فهي إذن سمينة، ضحك مرة أخرى وقال تحب الطبخ ليس شرطا أن تكون تحب الأكل ثم صمت وقاد سيارته.
فكر أن من الغباء أن يبحث أحد داخله عن سبب فعل ما أحله الله له وقبلته زوجته الأولى.