الدمام: ليلى الزبيدي

رد المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني على تصريحات حمد بن جاسم، الذي كان يشغل منصبي رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، والتي قال فيها إن الحل لن يكون إلا في الرياض، حيث سرد القحطاني سلسلة من التغريدات تحت عنوان «كشف الحساب» التي فضحت خيانات قطر للمملكة ولدول الخليج، مشيرا إلى أن تغريدة ابن جاسم ليس فيها جديد حيال كون الحل في الرياض، وإنما هناك مراوغة من قبل قطر كما في الماضي.


خيانات متتالية
هاجم القحطاني رئيس الوزراء القطري السابق مذكرا إياه بالخيانات القطرية المتتالية منذ عهد طويل، وقال: «نعم لا حل إلا بالرياض مهما حاولتم، وأنت أكثر من يعلم أنه لا أحد في العالم يستطيع فرض شيء عليها، هي الرياض التي قلتم عنها ما قلتم في تسجيلاتكم مع القذافي وتآمرتم عليها، وهي الرياض التي التزمتم فيها باتفاق 2013 والاتفاق التكميلي 2014 مع الجميع وأمامهم، ونكثتم بعدها كل عهودكم وقسمكم».
وأضاف أن اختزال المشكلة ببيان تميم قبل قطع العلاقات تسطيح واضح للأزمة! أنت أول من يعلم - جيدا - تجاوزات السلطة القطرية المتكررة والتعهدات التي قطعتها، مما أكد للجميع دون استثناء - قيادات وشعوبا- بأن السلطة تعمل بكل قوتها على التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأربع وعلى رأسها السعودية.

تغريدات كشف الحساب
فضحت سلسلة من تغريدات المستشار القحطاني حقائق ومؤامرات قطر التي تحاك ضد السعودية، وأبرز ما جاء في ذلك: تحالف قطر مع معمر القذافي في مؤتمر شرم الشيخ عام 2003، وتطاوله على الملك فهد، ورد الأمير عبدالله آنذاك عليه بشدة، الأمر الذي جعل القذافي حينها يطلب العون من المنشقين السعوديين والمقيمين في لندن الانتقام، فما كان من حمد بن خليفة إلا أن مد يد العون إلى القذافي، واتفق معه على عقد اجتماع مخابرات بين الدولتين في الدوحة.
وكشف القحطاني أيضا أن ممثل القذافي في الاجتماع العقيد محمد إسماعيل الذي أكد للقطريين أن أي تعاون لا يهدف إلى اغتيال الأمير عبدالله مرفوض تماما، حيث استقل حمد بن خليفة طائرته وتوجه إلى القذافي فورا، وتأسف لـسوء الفهم الذي حصل من رجاله، وأبدى استعداده التام لتنفيذ كل ما يطلبه القذافي.
وحاول القطريون إقناعه بصعوبة ذلك نظرا للتبعات الخطيرة في حال فشل المخطط، لكن الليبيين أصروا على موقفهم، وغادروا الدوحة غاضبين، وأبدى المنشقان سعادتهما بتنفيذ المخطط. وأكد سعد أن الاغتيال قابل للتنفيذ، وأنه بمجرد حدوثه سينهار النظام على يد من يسميهم بالجهاديين، وكانت قناة الجزيرة تعمل على تنفيذ الخطة التي وضعها سعد واعتمدها حمد، والتي تتلخص بالدعاية لما أسموه بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وذكرت التغريدات سلسلة من المؤامرات الأخرى، ومنها تمويل قطر للمخربين في العوامية، وكذلك مؤامرات الربيع العربي في الخليج، والتدخلات السافرة في شؤون الدول الأربع الداخلية، وتجييش قناة الجزيرة ويوسف القرضاوي وعدد كبير من الأشخاص ضد السعودية ومصر والبحرين والإمارات، والعمل على ذلك بشكل منسق ومنظم لزعزعة الأمن والاستقرار.


تلون وتبديل للمواقف
صرح الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور نايف الوقاع لـ«الوطن» أن حمد بن جاسم هو عراب عضوية قطر في الجماعات الإرهابية وانغماسها في تبني جماعات محظورة على مستوى المنطقة والعالم، حيث كان الهدف من ذلك هو التآمر على مدى أكثر من عقدين من الزمن في المنطقة، وتحديدا ضد المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن النظام القطري لا يكل ولا يمل من التلون وتبديل المواقف، وبالتالي اعترف حمد بن جاسم بأن الحل في الرياض، وهي خطوة أولية نحو التخفيف من الأضرار، فهو لن يتوقف عن أفعال الشر التي يقوم بها لدعم الإرهاب والتحريض ضد الحكومات، ولكنه في الحقيقة شعر بلحظة الحساب وأنها اقتربت خاصة أن البيئة الدولية أصبحت مهيأة لمحاسبة نظام الحمدين.
وأشار الوقاع إلى أن حمد بن جاسم يدرك جيدا أن الحل في الرياض ولا يمكن أن يكون في غيرها، مدركا أن التحالف مع دول مثل إيران وتركيا وغيرهما لن يطول. وأضاف أن النظام القطري يمهد لأمرين إما الصفقة السياسية بحيث يقبل النظام القطري بجميع الشروط المحددة مع الدول الأربع، أو إظهار الاستسلام لفترة معينة بقصد المراوغة، وكلا الأمرين خاسران.