دوما، عفرين، بيروت: رويترز



واصلت قوات النظام السوري أمس هجومها على الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث حصدت غارات جوية مسائية 20 قتيلا مدنياً، بينهم 16 طفلاً، في وقت يستعد الأكراد في شمال سورية للتصدي لهجوم تركي محتمل بعد سقوط عفرين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الأنسان أمس عن تنفيذ طائرات حربية بعد منتصف الليل أكثر من 15 غارة جوية استهدفت مدينة دوما، تزامناً مع استهداف قوات النظام لبلدة عين ترما بقصف صاروخي مكثف.

مكاسب داعش

قال المرصد السوري إن مقاتلي تنظيم داعش الذين يسيطرون على منطقة صغيرة في دمشق حققوا بعض المكاسب على الأرض في حي القدم بعد طرد وحدات الجيش السوري التي تحركت صوب منطقة مجاورة غادرها مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن التنظيم قتل خلال اشتباكات استمرت 24 ساعة 36 جنديا سوريا.  ويقع حي القدم في الضواحي الجنوبية للعاصمة السورية، ولا يشمله الهجوم الذي يشنه الجيش منذ شهر على المعارضة في الغوطة الشرقية، والحي قريب من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي شهد قتالا شرسا في بداية الصراع السوري الذي دخل عامه الثامن.

مغادرة المعارضة

كان مقاتلو المعارضة الذين سيطروا لسنوات على جزء من الحي قد غادروه الأسبوع الماضي، وانتقلوا إلى مناطق تابعة للمعارضة شمال سورية بموجب اتفاق إجلاء عقدوه مع الحكومة، مما سمح للجيش بالدخول. لكن تنظيم داعش شن هجوما لانتزاع السيطرة على المنطقة التي غادرها مقاتلو المعارضة، ويسيطر التنظيم على جزء آخر من حي القدم، وخاض اشتباكات متفرقة مع مقاتلي المعارضة هناك. وخسر التنظيم كل الأراضي التي تحت سيطرته في سورية تقريبا بعد هجومين شنهما العام الماضي الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران من ناحية، وتحالف فصائل كردية وعربية تدعمه الولايات المتحدة من ناحية أخرى. ولا يسيطر التنظيم الآن إلا على الجيب الصغير في القدم وأراض متفرقة في جنوب غرب سورية قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل ومنطقتين صحراويتين صغيرتين على جانبي نهر الفرات قرب الحدود مع العراق. وتحاول قوات النظام من خلال اتفاقات الإجلاء السيطرة على كافة الجيوب الخارجة عن سيطرتها في جنوب العاصمة بالتزامن مع شنها عملية عسكرية منفصلة في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة، حيث باتت تسيطر على أكثر من 80 % من مساحتها.
 

فوضى في عفرين

أوضح المرصد أنه «في شمال سورية، وبعد يومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، انتشر عناصر من الشرطة العسكرية التركية في المدينة، على خلفية قيام مقاتلين بعمليات نهب المحلات والمنازل، مشيرا إلى حدوث فوضى عارمة في المدينة. وأضاف أن»أعداد خجولة من المدنيين بدؤوا العودة إلى منازلهم ومحلاتهم وأرزاقهم في عفرين التي تبدو شبه خالية من سكانها، بعد أن فرّ منها أكثر من 250 ألف مدني«.  وبدأت تركيا في 20 يناير بدعم من فصائل سورية موالية حملة عسكرية قالت إنها تستهدف»وحدات حماية الشعب«الكردية في عفرين.

الخلايا النائمة

وفقا للمرصد السوري»يحاول المقاتلون الأكراد بعد انسحابهم من المدينة أمام قوة النيران التركية التحصن في المواقع المجاورة، وتفعيل الخلايا النائمة«.
وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن عن استهداف إحدى هذه الخلايا»آلية عسكرية تركية الأحد وسيارة تابعة للأتراك أول من أمس بصاروخ مضاد للدروع مما أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين من الفصائل الموالية لأنقرة».
ويتفوق المقاتلون الأكراد رغم إمكانياتهم الضعيفة بحسب المرصد على القوات التركية والمقاتلين السوريين بمعرفتهم الواسعة بطبيعة المنطقة الجغرافية في عفرين.