المملكة العربية السعودية، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، استطاعت -وفي سنوات قليلة- تقليم أظافر إيران في المنطقة العربية، وإسقاط مشروعها الإرهابي الساعي إلى السيطرة على العواصم العربية من الشرق إلى الغرب، وواجَهتها على كل الصعد، إن كان عسكريا في اليمن، أو اقتصاديا، أو حتى سياسيا في مناطق أخرى كالعراق ولبنان وسورية، وفضحت قيام نظام ولاية الفقيه الإرهابي بدعم التنظيمات التكفيرية في أفغانستان وسورية والعراق، وحماية قادتهم، وتأمين باحة خلفية لهم في إيران.
المملكة العربية السعودية، التي تقود تحالفا للدفاع عن الأراضي العربية، لم تقصّر في يوم من الأيام في سعيها إلى تأمين هذه الدول، ورفض سقوطها في أيدي المحتل الفارسي، بل أنفقت مليارات الدولارات من ميزانيتها الخاصة مؤخرا في اليمن، لإعادة الحقوق إلى الشرعية فيه، وقدّمت مساعدات إنسانية للشعب اليمني، ولم تبخل في تقديم خدمات متنوعة، إنسانية واقتصادية، من دعم للمصرف المركزي، ومؤخرا إنشاء مطار مدني يربط مأرب بجوارها، وهو ما أعلنه سفير خادم الحرمين الشريفين في اليمن محمد آل جابر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حجم الحب والتقدير الذي تحمله قيادة وشعب المملكة للأشقاء في اليمن العزيز، والسعي الدؤوب إلى تقديم أفضل المساعدات لهم، والوقوف إلى جانبهم للتخلص من احتلال الحوثي وإيران أرضهم.
إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية اليوم في الخليج العربي والمحيط، هو فقط لحماية هذه الدول من السقوط في يد إيران وميليشياتها، وكان للسياسة الخارجية السعودية الفضل الكبير في تقريب العراق -مثلا- من المحيط العربي، فأسهم ذلك في خسارة حلفاء إيران للانتخابات النيابية هناك مؤخرا، وبهذا وفّرت المملكة على العراق وشعبه الدخول في دوامة جديدة من العنف والاقتتال الطائفي فيما بينهم، وقدّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، هديةً إلى الشعب العراقي، ملعباً هو الأكبر على مستوى المنطقة بأكثر من مليار دولار.
إضافة إلى كل ما تقدمه المملكة، فنجاحها في تقريب السياسات الخارجية من قضايا العرب وحقوقهم، كان واضحا وجليّا، فبفضل جهود بذلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، وعادت إلى فرض العقوبات الاقتصادية على نظامها الداعم للإرهاب، وهذا ما شكّل أداة ضغط قوية ظهرت نتائجها في سورية على شكل انسحابات للميليشيات والمستشارين الإيرانيين من عدة مناطق في الجنوب وريف حلب، وقريبا بإذن الله وجهود السعودية تخرج إيران وميليشياتها من كل سورية.
أما في لبنان، فالبعض يعتقد أن المملكة ستتركه رهينة في يد حزب الله الإرهابي، وهذا غير صحيح بتاتا، بل على العكس، فإن المملكة تعمل -وبهدوء شديد- على استعادة لبنان إلى حاضنته العربية، وهي تعمل مع المجتمع الدولي على فرض تطبيق القرارات الدولية 1559 و1701، والضغط على تنظيم حزب الله لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، ووقف تدخله في شؤون الدول العربية والتحريض عليها، واحترام السيادة اللبنانية والالتزام بقراراتها، ووقف المجازفات الخبيثة، والتطاول على دول عربية، وإشعال الحروب العبثية مع إسرائيل، كلما أرادت إيران ذلك للتغطية على مشروعها النووي الإرهابي.
إن من ينظر إلى لبنان اليوم ويقارنه بلبنان ما قبل 2005، سيعرف جيدا كيف أنه عندما يسقط بلد عربي في الفوضى الإيرانية، فإنه يخسر كثيرا على كل المستويات.
فلبنان الذي كان يزوره أكثر من 4 ملايين سائح من الخليج العربي خلال فصل الصيف فقط، مما يساعد على دعم اقتصاده بشكل كبير، أصبح اليوم يعاني أزمات اقتصادية متتالية وغرق في النفايات، ولم يستطع حل مشكلة الكهرباء والماء، بل ازدادت أزماته وتفاقمت بشكل كبير، بسبب سياسات حزب الله وحلفائه الذين قبلوا أن يحوّلوا هذا البلد إلى قاعدة خلفية لإيران ومشروعها الإرهابي الطائفي، مما تسبب في مقاطعة له من دول الخليج العربي التي حرّض عليها حزب إيران الإرهابي وساعد الحوثيين على استهدافها بالصواريخ، إضافة إلى إنشائه ميليشيات وخلايا إرهابية فيها، كالتي أُلقي القبض عليها في الكويت والبحرين.
اليوم، تبقى السعودية عامل استقرار ونمو في مواجهة الإرهاب الإيراني في المنطقة، ومن أراد الخير والأمن لوطنه سيلتزم الصعود في المركب السعودي، والتخلص من المركب الإيراني المفخخ، والساعي إلى قتل من عليه بعد الاستفادة منهم في الحروب العبثية الطائفية هنا وهناك، وبهذا تبقى مملكة الخير هي الضمانة، وجمهورية الشر الإيرانية إلى زوال -بعون الله- وجهود المملكة العربية السعودية، بقيادة سلمان الحزم ومحمد العزم والأمل.