وعاد للظهور مجددا موضوع إغلاق المحال التجارية، ولكن هذه المرة الساعة السادسة مساء بدلا من التاسعة.
المطالبة جاءت قبل أيام قلائل من أحد أعضاء مجلس الشورى الذي أكد على أهمية تحديد ساعات العمل في المحلات، وخاصة التموينات والسوبر ماركات والإلكترونيات والمولات وما شابهها، باستثناء نشاط الصيدليات ومحطات الوقود من ذلك.
في الحقيقة أجدني مؤيد للمبدأ بصرف النظر عن ساعة الإغلاق التاسعة كانت أو السادسة مساء، فإغلاق المحال التجارية يقضي على التستر التجاري، ويقلص من البطالة، ويحد من استقدام العمالة الوافدة، ويخفف الضغط على التوظيف الحكومي، ويغير من الثقافة الاستهلاكية لدى السعوديين والسعوديات، وإضافة لذلك لا يتعارض وقت عمل المواطن السعودي مع وقت أسرته وحياته الاجتماعية.
أما عن السادسة مساء فهل هو وقت مناسب لإغلاق المحال التجارية؟ دعونا نتحدث بلغة الأرقام سنجد وبحسبة بسيطة أن المحال التجارية ستفتح يوميا في العاشرة صباحا، وتغلق في السادسة مساء أي بمعدل 8 ساعات عمل، ولا ننسى أوقات الصلوات من الساعة 10 صباحا وحتى 6 مساء، لدينا صلاة الظهر والعصر والمغرب بمعدل 45 دقيقة لكل صلاة، يعني ساعتين وربع لتكون ساعات العمل يوميا لعمليات الشراء والبيع في المحلات 5 ساعات و45 دقيقة فقط؟!
هل سيستفيد صغار التجار وكبارهم من هذه السويعات للاستثمار؟! هل يوجد دولة من دول العالم حددت توقيت العمل بهذا العدد من الساعات؟! نعم بعض البلدان الأوروبية تغلق الساعة 6 مساء، ولكنها تفتح الساعة 6 صباحا أي بمعدل 12 ساعة يوميا، وأما إذا قلنا إن الساعة التاسعة مساء هو وقت مناسب للإغلاق فستكون ساعات عمليات البيع والشراء بناء على الحسبة السابقة 8 ساعات، فقط وهو في نظري يعد قليلا جدا مقارنة مع دول العالم الأخرى.
الحلول المطروحة إما فتح المحال وقت الصلاة أو فتح المحال من الثامنة صباحا بدلا من العاشرة. تطبيق القرار مهم ولكن بشرط آخر وتهيئة المدن السعودية أكثر للأماكن الترفيهية، من قبيل دور السينما والمسارح والسيرك ودور الأوبرا.. وغيرها، حتى يذهب إليها الناس ليرفهوا عن أنفسهم بعد عناء العمل. وإلا ستجد السعوديين يتجهون إما للاستراحات وما فيها من مشاكل ليست بالقليلة، وإما سيذهبون للإنجاب وتزداد حينها نسب المواليد، وكل ذلك سينعكس على الاقتصاد في السنوات العشر القادمة.
ومن ناحية أخرى نحن بحاجة كذلك لتحديد أكثر، فعندما نقول التاسعة مساء في المنطقة الشرقية من المملكة ليست مثل التاسعة بتوقيت مكة والمدينة، ومن هنا يجب علينا بحث أفضل السبل للاستفادة من النهار بشكل أمثل من خلال تغيير التوقيت مرتين في العام، إلى توقيت صيفي وآخر شتوي، حيث يتم تغيير التوقيت لساعة تبكيراً أو تأخيراً لتغير وقت شروق الشمس ولتعظيم الاستفادة من النهار في تنفيذ الأعمال والفعاليات العامة الأخرى.
أخيرا أقول: إغلاق المحال التجارية في التاسعة مساء هو في تقديري من أهم القرارات الإستراتيجية، ولكن بشرطها وشروطها وحتى تتحقق الأهداف المرغوبة.